Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/04/2008 G Issue 12990
الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1429   العدد  12990

دفق قلم
المرأة والتدخين
عبد الرحمن صالح العشماوي

 

آفة التدخين ما تزال تلتهم خلايا أجساد البشر، وتحرق شرايينهم، وتسرق أموالهم، وما يزال المتاجرون بهذه الآفة يتفنّنون في ترويجها، والدعاية لها، وتزيين قبحها لمن ابتلي بها من الناس رجالاً ونساء.

ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي عادت فيه والدتي - رحمها الله- من زيارة لبعض الأسر في إحدى مدن الحجاز مذعورة دامعة العين لأنها رأت ربّة المنزل الذي زارته تدخّن الشيشة، وقالت لي -رحمها الله- ما كنت أتوقع أن أرى امرأة مسلمة تقع في هذه المصيبة، وترضى باستخدام هذه المادة المعفنة ذات الرائحة الكريهة، وتقبل نفسها أن يكون دخان الشيشة هو الذي يستنشقه أولادها وزوجها وضيوفها بدلا من العود والبخور والروائح الطيّبة الزكيّة، وأخبرتني أنها لم تجلس، فقد نصحت تلك المرأة، وخوّفتها الله عز وجل، وتركت المنزل عائدة بألمها ودموعها.

لقد هدّأت من روع والدتي، وقلت لها: لقد رأيت يا أمي حالة شاذّة في مجتمعنا، والشاذُّ لا حكم له، والعبرة بما هو سائد، ولم أشأ أن أصدم شعورها - رحمها الله- بمعلومة اطلعت عليها في ذلك الوقت قبل عشر سنوات تقريباً، تفيد بأن نسبة النساء المدخنات في المجتمع السعودي آنذاك 1-7، أي أن امرأة مبتلاة بالتدخين تقابل سبعة من الرجال المبتلين به، ومضت الأيام بعد هذا الموقف حتى صحوت قبل أيام على إحصاء يؤكد أن نسبة المدخنات في المجتمع السعودي قد ارتفعت حتى صارت متساوية مع المدخنين من الرجال، وأن بلادنا تحتل مركزاً متقدماً في نسبة المدخنين والمدخنات، وشعرت بألم لم أستطع مقاومة ضغطه على وجداني حينما تذكرت ذلك الحديث الذي جرى بيني وبين الدكتور عبدالإله المؤيد رئيس جمعية الوقاية من المخدرات الأهلية في الرياض، حيث أكّد أننا نعيش معركة حقيقية مع المخدرات، وأن التدخين قد انتشر بصورة مؤسفة بين الفتيات، مع أنه سبب مهم من أسباب الانجراف إلى المخدرات، فكثيراً ما تكون السيجارة خطوة أولى في طريق استخدام المخدرات.

شيء مؤلم أن نرى المرأة المسلمة منغمسة في هذا الجو القاتم الذي يناقض ما لشخصيتها من الرقة، والنظافة، وسلامة الجسم الذي يرعى الأطفال، ويرضعهم، ويربيهم.

إن الدراسات تؤكد أن استخدام المرأة لهذه الآفات القاتلة أكبر خطورة على المجتمع من استخدام الرجل لها، فإذا كان استخدام الرجل للتدخين أو المخدرات مدمّراً لنفسه وللبعض من حوله، فإن استخدام المرأة لها أكثر تدميراً، فالمرأة المدخّنة تؤثر في أولادها وزوجها وإخوتها وأخواتها بنسبة أكبر من نسبة تأثير الرجل المدخّن، هذا ما تؤكده الاستبانات والتقارير التي تنشرها الجهات الأمنية وجمعيات مكافحة التدخين، والمخدرات في أنحاء العالم.

إننا بحاجة إلى مضاعفة الجهود لإنقاذ مجتمعنا من هذه الآفة الخطيرة.

إشارة:

أختاه دونك حاجز وستار

ولديك من صدق اليقين شعارُ

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد