Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/04/2008 G Issue 12990
الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1429   العدد  12990
البناء على مقومات الوحدة العراقية

تتقاطع المصالح الخارجية في العراق وأحياناً تلتقي، وبين الفعلين يجد العراق نفسه في مأزق هذا التضارب الدولي على أراضيه، فضلاً عمَّا يعانيه من مصاعب داخلية متفاقمة معظمها انعكاس لأطماع خارجية.

وفي أجواء الاضطراب غالباً ما تضيع الخطوط التي يمكن من خلالها تلمس سبل الحل وذلك على الرغم من لهجة التفاؤل في التصريحات الأخيرة للرئيس العراقي جلال الطالباني ووزيرة الخارجية الأمريكية بشأن حدوث تقارب بين بعض أجزاء البنية السياسية العراقية ومؤشرات على عودة جبهة التوافق الى الحكومة وتناغم بين التنظيمات المسلحة على الانخراط في جبهة مشتركة ضد جيش المهدي.

وفي المنظور العام فإن التحالفات المؤقتة التي قد تنشأ حالياً في العراق لا تعبر بالضرورة عن حالة مستمرة، ومع ذلك فلا يمكن التقليل من الأثر الإيجابي لعودة مكونات سياسية مهمة إلى الحكومة.. ومن ثم فإن النهج التصالحي ينبغي أن يقوم على قاعدة التواصل المستمر من أجل تمتين الوحدة العراقية، مع استيعاب كل ألوان الطيف السياسي، وبحيث يتم البناء في الأساس على المصلحة الوطنية العراقية. ومع ذلك فإن مثل هذه المهام تبدو صعبة في ظل الوجود المهيمن للولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها القوة الأكثر تأثيراً في

الميدان، وهي من خلال عملها في العراق تستوحي معالم تحركها من المصلحة الأمريكية في المقام الأول، وهي بالطبع لديها أيضاً أهدافها الآنية وتلك الإستراتيجية ذات المدى البعيد.

ومن المهم دائماً النزوع نحو التسوية السياسية التي يمكن الوصول إليها من خلال التأمين على الهم الوطني المتمثل في بناء الوحدة الوطنية، وهذه تتأكد من خلال عمل مضن لكنه مثمر في نهاية المطاف، لأنه يتوخى لملمة الأطراف العراقية على قاعدة انقاذ الوطن من جميع الاختراقات الخارجية، ومن المؤكد أن الكثيرين ينزعون إلى تحقيق هذا الهدف، فقط تبقى هناك الخلافات في الوسائل ونظرات الارتياب التي تحوم في رؤوس الجميع من ارتهان هذا الطرف أو ذاك للقوى الأجنبية.

وبصفة عامة فإن عمليات الفرز على أساس التوافق الوطني، مع استيعاب جميع القوى قد تفضي إلى جبهة قوية قادرة على فرض مرئياتها باعتبار أنها تستوعب الثوابت المهمة والأساسية لالتفاف جميع العراقيين حولها، ويعني ذلك أن تفسح القوى الأجنبية من أمريكية وإيرانية المجال أمام نمو هذا البناء الوطني، غير أن مثل هذا الهدف يبدو صعب المنال إلا إذا استطاعت القوى العراقية فرض وجودها والتخلص من هيمنة تلك القوى الخارجية على قرارها الخاص.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد