Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/04/2008 G Issue 12990
الثلاثاء 16 ربيع الثاني 1429   العدد  12990
نوافذ
المزاد
أميمة الخميس

بعض المجلات في السوق يعلوها مسمّى (مجلة نسائية)، وتروّج ضمن حملاتها الإعلامية على كونها مجلة نسائية، ولا أدري هنا لمَ تحيد المرأة عن خصائصها الإنسانية في جميع العلوم والمعارف الإنسانية، وينحصر جنس النساء بين دفّتي هذه المجلة النسائية.

والتي على الغالب تكون مادتها مزركشة قشورية خالية من العمق والفحوى، منشغلة بصناعة المرأة الدمية، مكرّسة بذلك جميع الحمولة التاريخية الثقيلة التي تقصي المرأة عن إنسانيتها وفاعليتها الاجتماعية، معلية لشقِّها الغرائزي لأهداف وأغراض تلبِّي متطلّبات السوق.

وهذا النوع من المجلات، على الغالب تكون نشرة إعلانية لجميع المنتجات العالمية، في مجال تلوين وتزوير هوية المرأة، وإخفاء بريق روحها ونبض وجدانها، خلف عمليات التجميل والأصباغ، كنموذج وحيد للمرأة المثالية المتفوّقة، والتي تجيد رسم الأصباغ على كلِّ بقعة في وجهها وجسدها، تماماً كما تجيد رصف الأطباق فوق مائدتها، والتي أيضاً - وأهمّ من هذا كله - تمثِّل (ماكينة) استهلاك نشطة لكلِّ ما هو جديد ومبتكَر في السوق.

على الجانب الآخر، لا نجد في تلك المجلات مادة تحريرية توازن المادة السابقة، من خلال تقديم طرح صحفي واعٍ مستنير، يسهم في بلورة شخصية نسائية ناضجة ومستقلة، وقادرة على تفعيل أدوارها الإنتاجية المتوقعة منها في المجتمع.

إحدى تلك المجلات نشرت مؤخراً خبراً حول إحدى الفنانات التي قدِّم لها عرض للزواج من ثري خليجي بما يوازي ال (100) مليون دولار لكنها رفضت!!

وهذه النوعية من الأخبار تستوقفنا، فهو ملغّم بحمولة شنيعة ضد المرأة وضد إنسانيتها، فهو أولاً يكرِّس نمطية صورة الخليجي الثري الغبي والمستسلم لنزواته، ثانياً يقصف كل منجز من الممكن أن تكون المرأة العربية قد حققته عبر نضالاتها الطويلة منذ بداية القرن، حينما يبرزها كسلعة قابلة للتسويق والتداول (هذا يحيلنا إلى سوق سرية خفية بها مزادات وأثمان محدّدة سابقا، تتفوّق فيها (المرأة الغانية - المرأة السلعة).

وأخيراً يبرز هذا النموذج كالنموذج الأمثل الذي تصبو له أحلام الفتيات اليانعات ... كونها ثمّنت كسلعة بهذه الأرقام المرتفعة.

المجلات النسائية، تستحث جميع الكامن في المخيال الشعبي حول المرأة - الدمية المرأة - المثيرة للغرائز، وتحاول ترويجه فوق أوراق مزركشة ملوّنة وصقيلة ... لكنها قفر من العمق والفحوى.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6287 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد