فريقا الحزم والشباب هما أكبر الرابحين من الجولة الأولى للدور نصف النهائي لكأس خادم الحرمين الشريفين الجديدة.. فالشباب وكما كان متوقعاً كان فريقاً كبيراً وأدى بشكل رائع ليلحق بالأهلي أقسى خسارة منذ سنوات.. مؤكداً بالفعل أنه أبرز المرشحين وبقوة لنيْل اللقب وفقاً لما قدمه من مستوى متميز وثابت في كل المباريات الماضية.. حيث انتزع بطاقة التأهل ومن جولة الذهاب دون اعتبار للمباراة القادمة التي يحتاج فيها الأهلي لمعجزة ربما للفوز وليس للتأهل بحد ذاته.. هذا هو واقع الفريقين الفعلي على أرض الميدان.. ولذلك فليس مستغرباً تأهل الشباب الرائع بمستواه ونجومه وإدارته.. وعلى ذكر الإدارة فإن الأستاذ خالد البلطان يستحق التهنئة الحارة وبشكل مزدوج.. الأولى: لما قدَّمه الشباب والأخرى: للحزم بمستواه الكبير الذي كسب به النصر بثلاثة على أرضه وبين جماهيره.. فالحزم أو حزم البلطان شاهد حقيقي على العمل الجبار الذي يُقدمه هذا الرجل على الجبهتين الشبابية والحزماوية.. فالفريقان بالفعل حالياً مرشحان وبقوة لوصول أحدهما للمباراة النهائية.. وأقول أحدهما لأن الشباب إذا ما لاقى الحزم فلن يكون فوزه مضموناً أو مؤكداً.. وهو الذي خسر خمس نقاط كاملة من الحزم ثلاثاً في الذهاب واثنتين في الإياب.. وهو ما يعكس المنافسة الشريفة بين الفريقين والمصداقية في أدائهما وبحثهما الدائم عن الفوز مهما كان الخصم.. ولذلك فوصول الحزم متى تجاوز النصر في الإياب للمباراة النهائية لن يكون مستبعداً بأي حال من الأحوال في ظل ما يقدمه من مستويات رائعة وأداء فني كبير لن يكون بالتأكيد آخرها ما شاهدناه في لقاء النصر الماضي..

هنيئاً للبلطان عمله الجبار.. وفريقيه الرائعين ولن يكتمل بالتأكيد هذا العمل إلا بالحصول على البطولة التي قد تشهد مزيداً من التساقط للفرق الكبرى حين خرج الهلال متعادلاً مع الوحدة بعد مباراة منطقية قدَّمها الهلال في ظل الأفراح الهلالية الطاغية التي عمَّت الوطن بعد فوز الزعيم ببطولة الدوري.. فضلاً عن الغيابات القسرية لعدد من النجوم.. فالأداء الذي قدَّمه الهلال كان جيداً ولو وُفق الشلهوب في تسجيل إحدى الفرص العديدة التي سنحت له لربما تغيَّر مجرى المباراة.. وشخصياً أتفق مع كوزمين تماماً في كل ما اتخذه من إجراءات قبل المباراة بإراحة بعض اللاعبين والحفاظ على التايب وياسر لأن الحسم دائماً في المباراة الثانية لأنه لو قُدر وفاز الهلال في الذهاب فلن يستطيع إراحتهم في الإياب.. وليتيح الفرصة للوحداويين في قلب النتيجة.. وما فعله صحيح تماماً، فالدخول في المباراة الثانية بكل أوراق الحسم هو الأضمن والأكيد للمنافسة على اللقب الرابع هذا الموسم.. أما لقاء الاتحاد بالاتفاق فقد فرط خلاله الاتفاقيون بفرص عديدة قد يندمون عليها كثيراً في جدة.. ولعل من حسن الحظ لأبناء فارس الدهناء الحصول على التعادل قبل النهاية بدقائق ليحتفظوا بحظوظهم حتى النهاية، وإن كانت الكفة أرجح للاتحاد ما لم يتعامل الاتفاقيون مع اللقاء القادم بجدية تامة ورغبة حقيقية بالفوز كما شاهدنا في الدقائق الأخيرة من لقاء الدمام.

ثور الدكتور!!

** شكراً لشركة زغبي وللأمراء عبد الله بن مساعد وفيصل بن تركي وتركي بن خالد على فكرة وتنفيذ هذا الاستفتاء الجماهيري.

فقد كشف لنا من ضمن ما كشف من نتائج مقدار الوعي والعقلية التي عليها بعض من يحملون الدرجات العلمية العليا في بلادنا وممن يقدمون أسماءهم بحرف ال(د).. فما شاهدناه على التلفاز من انفعال واحتقان وغياب للرأي العلمي والشخصية الناضجة القادرة على الحوار والإقناع يجعلنا نترحم على هكذا شهادات.. فمن تشكيك صاحب الثور وهيجانه على النتائج العلمية إلى تفريق أندية الوطن وخلق الحزازات بينها التي أتحفنا بها دكتور الاستثمار..!!

حقيقة أنني خجلت حد التعرُّق وأنا أتابع دكاترة الاحتقان في تعليقاتهم ومداخلاتهم المثيرة للشفقة..

أمر محزن أن يصل مستوى التعليم لهذا الانحطاط في الرؤى والفكر لمجرد استفتاء قد يُخطىء وقد يُصيب ولا يُقدم أو يُؤخر..

شخصياً أعتقدت أن ما سيترتب على هذا الاستبيان سيتسبب في تدهور الرياضة السعودية والإساءة لها في الوقت الذي كان الجميع يعلم قبل الاستفتاء (إلا من أعمى التعصب والحقد بصيرتهم) أن الهلال هو صاحب الشعبية الأكبر والأوسع والأعرض حتى من نتائج الاستفتاء..

ففي المدرسة والشارع والمنزل والعمل يكتسح الهلال كل الألوان..

وعلى منصات التتويج يتزعم الهلال كل الأندية.. وعلى صعيد النجوم لا ترى أو تشاهد سوى أسماء وأرقام وفانلات لاعبيه على صدور وظهور الأطفال.. فهل بعد ذلك استفتاء..؟!

ولو قُدِّر وشمل الاستفتاء من هم دون الـ13 عاماً لكانت النتيجة فوق الـ70% دون جدال.. فالشريحة الأوسع من أبناء الوطن هم الشباب والصغار من الأطفال وهؤلاء لا يرون سوى الزعيم ونجومه وهم يحصدون الألقاب فهل تريدونهم أن يشجعوا فرق السنين العجاف وغيرها من أندية الوطن التي لا مجال لمقارنتها بالزعيم بأي حال من الأحوال.. نعم الهلال ظُلم في الاستفتاء لكن الهلاليين لا يعنيهم ذلك ولا مجال لديهم للاحتقان والانفعال، لأن الحقيقة واضحة وهي تلاحقهم وتسعدهم في كل بقعة من بقع المملكة.. لكننا نشكر لهذا الاستفتاء ما قام به من تعرية لهؤلاء جعلتهم مصدر سخرية وتندُّر المجتمع الرياضي!!

لمسات

** أخيراً تحرك الأمين العام ووضَّح الحقيقة بشأن بطولة الدوري.. لكنه وحتى لا يُحرج مع أصدقاء لجأ لوكالة الأنباء السعودية بدلاً من مواجهة أصحاب التشكيك والرد عليهم في صحفهم!!

***

** ضربة جزاء النصر ضد الحزم لا تختلف كثيراً عن ضربة جزاء نفس الفريق ضد الهلال وغيرها كثير.. الغريب أن مطرف القحطاني بدأ يقوم بذات الدور الذي كان يقوم به المطلق وزملاؤه لمصلحة النصر وسط مباركة اللجنة التي تواصل ربط مطرف بالنصر بشكل أثار الكثير من علامات الاستفهام؟؟

***

** اللجنة ذاتها قامت بتغيير طواقم المباريات بشكل مفاجئ دون إيضاح للمبررات لنقول إننا لا نختلف كثيراً من حكامنا وعملهم!!

** أهم قرارات الحكم هي قدرته على احتساب ضربات الجزاء والتفريق بين الصحيحة وغير الصحيحة.. وهذا للأسف ما يعانيه الحكم السعودي الذي يكتفي بالاجتهاد في احتساب الأخطاء وسط الميدان على طريقة مرة تصيب ومرة تخيب.. ولذلك لا مناص من تواجد الحكم الأجنبي في دور الأربعة والنهائي حتى يصبح لدينا حكام قادرون على قيادة المباريات لبر الأمان.

***

** المدافع الهلالي الشاب حسن خيرات أحد أهم اكتشافات المدرب الهلالي كوزمين بعد الزوري.. خيرات أحد خريجي شباب الهلال قدَّم نفسه بشكل رائع في كأس فيصل ثم أمام الوحدة ليجعل الهلاليين في حيرة من أمرهم بشأن قدوم هوساوي ومغادرة تفاريس!!

***

** كالعادة لا جديد في برنامج إعداد المنتخب السعودي للمرحلة القادمة.. حاولت استقراء نتائج استقبال سمو الرئيس العام للجهازين الفني والإداري للأخضر فلم أجد شيئاً جديداً مجرد مواعيد معسكرات وغياب تام للمباريات الإعدادية الدولية..!!

***

حتى لا تتكرر المهزلة التي قام بها لاعبو الأهلي أمام الشباب.. ومنعاً لتكرار مثل ذلك في ملاعبنا لا بد من لفت نظر إدارة الأهلي والجهاز الإداري للفريق بعد مطالبتهم للاعبيهم بالتساقط حتى تُلغى المباراة.. فمثل هذه الأحداث لا يُمكن أن تكون في ملاعب أهم الدول الآسيوية في كرة القدم وهي الكرة السعودية.

***

** طالما أن معظم جماهير ولاعبي الأهلي سيحتفون بالاتحاد ويؤازرونه ويسعدون لفوزه بهذا الشكل لن تقوم لفريقهم قائمة.. فمثل هذا الوضع لا يُوجد بين أي فريقين متنافسين في العالم.. ولذلك فالاتحاد يُحقق للأهلاويين طموحاتهم ويُرضي ذواتهم ويُغنيهم عن فريقهم الذي جعلوه هامشياً في إساءة لأحد أهم الأندية السعودية وأرقاها!!.