Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/04/2008 G Issue 12991
الاربعاء 17 ربيع الثاني 1429   العدد  12991
فقدتك يا أمي الغالية
بدر بن فهد المزيد - محافظة الرس

إن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله، إن الموت حقيقة قاسية يمر بها كل إنسان في هذه الحياة الدنيا سواء كان صغيراً أو كبيراً أو غنياً أو فقيراً، ولا نملك إلا رداً واحداً فإننا جميعاً إليه سائرون، لقد فقدت منذ أيام أغلى ما عندي بالوجود وهي (أمي الحنون) التي لا يختلف اثنان على مكانتها في المجتمع، والتي طالما عشت معها سنوات طوال. لقد تلقيت خبر وفاة والدتي التي نزل علي خبر وفاتها كنزول الصاعقة، ولقد تأثرت كثيراً لفقدها وهي التي كانت تملأ البيت حناناً وشفقة وابتسامة بل هي نور البيت وسراجه المنير المضيء، لقد كانت -رحمها الله- مثالاً للأم المثالية التي ما نسمع منها إلا كل خير، بل نسعد بدعواتها التي لا تفارقها في جوف الليل وفي ساعات النهار، لقد فارقت الحياة وهي ما زالت تردد دعواتها لنا بصوت حنون، والتي لا تفارق مسمعي وحتى في أثناء مرضها لم تنس أن تردد هذه الدعوات في كل الأوقات ولسانها دوماً يلهج بذكر الله وعبادتها لخالقها دائمة في كل ما هو يتقرب به إلى العزيز الحكيم، أسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتها. أعود وأقول إنك يا أماه ما زلت عالقة في جوارحي ولن أنساك أبد الدهر، ومنذ بداية مرضك وقبل فقدك من حرصي ومحبتي كنت أقوم بطريقة من خلال رسائل الجوال بإرسال العديد من الرسائل التي أرسلها إلى كل من يعز علي من الأقارب والأصدقاء لكي يدعوا لك بأن يكتب لك الأجر والثواب جزاء ما تعرضت له من مرض وبصالح الأعمال وأن يجمع الله لك بين الأجر والعافية، ولكنه الأجل المحتوم وساعة الوداع حيث فارقت يا والدتي هذه الدنيا وكنت قدوة لنا في تعاملك وحسن تربيتك ومحبتك للناس وصلتك للرحم وبذلك للمعروف الذي لا ينكره أحد وغير ذلك مما تقدمينه من أعمال خير وبذل وعطاء والذي أتمنى أن نستفيد من هذه الصفات والتي تعتبر هي التجارة الرابحة في الحياة الآخرة وأن نقتدي بك في كل شيء وإنني في ختام كلمتي المتواضعة عن والدتي الغالية والتي أعتبرها أقل ما أقدمه لها عما يجول في خاطري والتي ستبقى ذكريات لن أنساها لأرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يستجيب لدعواتنا وأن يسكنها فسيح جناته ويكرم نزلها ويوسع مدخلها، اللهم اجعل ما أصابها من مرض تكفيراً لها من الذنوب والخطايا، ونقها منها كما ينقى االثوب الأبيض من الدنس، وأسأل الله عز وجل أن يوسع لها في قبرها وأن يجعله روضة من رياض الجنة وأن يبدلها داراً خيراً من دارها وزوجاً خيراً من زوجها وأن يجزيها بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً وأن يجمعنا وإياها في مستقر رحمته في جنات عدن وأن يلهمنا وذوينا الصبر والسلوان.

{نَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد