Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/04/2008 G Issue 12991
الاربعاء 17 ربيع الثاني 1429   العدد  12991
لحظات الحلم بعيون فلسطينية
مجاهد أبودقة

جف قلمي من كثرة الكتابة عن وطني الجريح، وحلمي الغائب ، وتبددت أحلامي حين أرى الدنيا بأعين يغطيها السراب وتمددت الأحرف والكلمات دون مبالاة، وهي تحمل سؤالها الحائر، هل من الممكن أن يصبح الحلم حقيقة أم أن مجرد التفكير بالحلم أصبح نوعا من أنواع التمني فقط، وهل صودرت الأحلام كما صودرت الأرض والحريات؟ أم أن هناك مساحة للحلم ما زالت مشرعة أمام المستضعفين، لم يصبن اليأس في يوم من الأيام، بل ظللت أحمل الأحلام والآمال رغم الآلام والمآسي، وسوف يكتب قلمي اليوم عن الحلم الذي لم يعد يفارقني يوماً وعن الرؤية المستقبلية لشعب، ظل يقاوم رغم الحصار، وظل يتمسك بالتراب الطاهر والحق الموروث، وظللت أتألم يوماً بعد يوم لما يصيبه من كرب وآلام، يلين لها الصخر، ويشيب لها رأس الوليد، وينطق لها الحجر، ويقول: متى سوف أرى هذا البلد آمناً مطمئناً أم أن توحيد الكلمة والصف هو الدافع الأساسي للمقدرة على المواجهة أم أن لغة القوة أصبحت طاغية، ولغة الحصار هي المستساغة، والتفرج على الظلم صار ديدن المجتمع الدولي الذي ظل يتفرج على الظلم الذي يقع ليل نهار وعلى شعب لا يملك ولو القليل من القوة للدفاع عن نفسه، وعن مكتسباته وحقوقه وهويته، في ظل صمت عالمي مطبق حيال الوضع الراهن الذي لا يرضي صديقا ولا يحزن عدوا، قلبي أصبح يقشعر حزناً وألماً على هذا الشعب ألا وهو الشعب الفلسطيني الذي ظل يعاني ويكابد منذ عشرات السنين من أجل أن يعيش حراً ويقاوم ويناضل من أجل تحرير هذه الأرض المقدسة التي قام بتدنيسها العدو الإسرائيلي المنزوع الرحمة الذي يضرب ليل نهار بطائراته من السماء العالية شباب وأطفال فلسطين فقد حاول اقتحام غزه ولكنه فشل عسكرياً ولم يستطع الدخول إلى القطاع فأصبح يقصف بطائراته من السماء مثل الجبان وهو لا يستطيع المواجهة، ألم يأت اليوم الذي طال ما حلمت به؟! أم أن الغزو الإسرائيلي المتكرر حتى الآن أضعف لدينا العزيمة مدمجة بلغة الصمت والعجز. لا أعتقد ذلك، لأن صاحب الحق لا يكف عن السعي لنيله ولو بكل السبل، وما ضاع حق وراءه مطالب، والحقوق لا تضيع بالتقادم، فالشعب الفلسطيني ليس شعبا جبانا حتى يبدد الحلم في صدورنا، بل هو شعب النضال والكفاح والصمود ومواجهة المحن، فقد علمته الأيام كيف يساير الحياة ويصمد ويدافع عن أرضه ، صحيح انه يحمل الألم والأوجاع والمآسي، وظلم السنين، لكنه أيضا يحمل الأمل والرؤية المستقبلية بنظرات متفائلة، وبأحلام طموحة، ومن هذه السمات يستمد قوته وعزمه، ويستزيد لمواجهة المحن المتزايدة التي تطبق عليه كقطع الليل المظلم، لكنه يصمد حتى تنقشع ويعود لكبريائه، وعزته وكرامته، وهذا ما يدعوني للأحلام والتفاؤل والنظر إلى الغد نظرة إيجابية.

نعم.. قلمي لن يقف عاجزاً ولو للحظة من الزمن عن كتابة الألم الذي أراه في أعين الصغار والكبار ولكن هل صمتي سوف يغير أحداث الحاضر وتوقعات المستقبل، وفي كل الحالات يبقى القلم يكتب ويسيل مداده على الأوراق البيضاء يكتب عن القضية وعن الاحتلال وعن المحنة وعن الأزمة الخانقة، فهل يطل الحلم الذي انتظرناه طويلا ، وهل ينطلق الأمل المورق من دواخلنا؟ يجب أن نصنع الحلم لا أن ننتظر إطلالته.



mojahed11@windowslive.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد