Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
الرئة الثالثة
عن الرشوة.. وأمور أخرى!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

(1)

* الرشوةُ إحدى واجهات الفساد الإداري في أي مجتمع وفي أيّ مكان، وليس في العالم الإسلامي أو العربي فحسب. لكن تَتباينُ وقائعها نِسباً وأرقاماً من مجتمع إلى آخر وكذلك وسائل مكافحتها، وهي تنشأ أحياناً (بتحريض) منْ له ولاية على مصلحةٍ من مصالح الناس، في غياب الرقيب، وأحياناً، بمبادرةٍ من المستفيد من المصلحة تخطياً للحواجز، أو اختصاراً للإجراءات، أو طَمَعاً في حقٍّ ليس له فيه حق، وكلّما تعددت الإجراءاتُ وضعُفت معها الضَّمائرُ وغابتْ هيبة الإدارة وسطوة الرقيب، كان ذلك بمثابة (مستنقع) تتوالدُ فيه طفيْليات الرشوة القاتلة!

**

* العلاجُ لذلك هو (تجفيفُ) مسْتنقعات الفساد الإداري بكل مظاهره وأشكاله، وأنْسنة) الأنظمة والتعليمات والإجراءات كي تكونَ عوناً للمواطن لا عِبْئاً عليه، هنا، لن يفكِّر أحد في بدائلَ أخرى مثل الرشْوة ونحوها، لاختراقِ أسْوار الإدارة وصولاً إلى ما يريد!

**

(2)

* سُئلت مرةً: ما الخِصال التي تعجبك أو لا تعجبك في جيل اليوم، فقلت:

* يُعجبني فيه بدءاً حضوره الكثيف في بُنْيتنا السكانية مما يمنحُنا سِمة التصنيف ب(الأمة الشابة) بين أممِ العالم، بنسبةٍ تتجاوزُ السبعين في المائة، هذا بدوره يُلقي بعبءٍ كبيرٍ وثقيلٍ على كاهلِ هذه الأمة، حكومةً وشعباً ومؤسساتٍ عامةً وخاصّة، لتنميةِ هذا الجيل تنميةً صالحةً اقتصادياً وتربوياً وصحياً واجتماعياً وإنسانياً، كي يكون أهلاً لولاية الإرثِ الكبير لهذه الأمة في الغدِ المنشود، وهذا يعني أيضاً أنَّ لدى هذه الأمة عُدةً وعدداً مما تتطلبه التنمية لذلك الغدِ، قد تغْبطُها بسببها شعوب وأممٌ أخرى.

**

* أما ما لا يعجبني في هذا الجيل فخصال كثيرة من أهمها:

1 - الإفراطُ في الاعتداد بالنفس قبل أنْ تستكمل تأهيلها في ساحة الإنجاز، عِلْماً وتَعلُّماً وأداءً!

**

2 - النظرةُ الدونية لكل أو معظم ما يُنْسبُ إلى الماضي، وينْسون أنه لولا هذا الماضي.. ما كان لهم حاضر ينْعمون به، وقد لا يكون لهم مستقبل يرثونه!!

**

3 - الاسْتعجالُ في قَطْفِ الثمرات واستسهال الصعب في بُلوغ ذلك!

4 - الاهتمامُ بتحقيق المنافِع الآنيّة العاجلة، خارج إطار الأوْلياتِ، والماديّ منها خاصة، محاكاةً لشرائح أخرى من أهْل اليسر المعيشي، مما يزيدُ العبءَ المالي على الأسرةِ، ويُرْهِقها مادياً ومعنوياً!

**

(3)

هل نزار.. آخر المبدعين؟!

* يقول بعضُ أهل التهويل في تمجيد الشاعر الراحل نزار قباني.. إنه آخر المبدعين في دنيا الشعر، وقد عَلّقتُ مرةً على هذا الموقف قائلاً إن في هذا القول غُلواً غير مُباح، لأن الإبداعَ الشعريَّ ليس قاصِراً على فردٍ أو أفرادٍ في أيّ زمان أو مكان.. ولو كان هذا القولُ صحيحاً، لكان المتنبي آخرَ المبدعين في الشرق، وشكسبيرُ آخرَهم في الغرب!

**

* أّما أن نزار قباني كان مُبدعا، فقول لا يرفضُه إلا جاهل ليس بالشعر فحسب.. ولكن بسحْر البيان الذي يُؤتيه الله مِنْ يشاء من عباده، لكنَّ القول بأن نزاراً رحل ورحلَ معه إبداعُ الكلمة قولٌ مرْدودٌ إلى صاحبه! نعم.. رحلَ نزار.. ونَعته الكلمةُ الجميلة.. والخيالُ الأجمل، ولكنّ الساحة تظلُّ حافلة بالمبدعين.. منهم القائمُ ومنهم القادم بإذن الله!



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5141 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد