Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
ثقافة الحوار

تتحقق تطورات كبيرة في وتيرة الحوار الوطني من جهة ترسيخه وإفشائه في جميع تكوينات مجتمعنا، ومن الواضح أن هناك حرصا شديدا من القيادة على الوصول بالحوار إلى غاياته العظمى من خلال إفساح المجال أمام الجميع للمشاركة، وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام المشاركين في الحوار الوطني مطمئنة ومشجعة وحاثة على التجاوب مع الانفتاح الذي لم تشهده الإنسانية في تاريخها.. متسائلا حفظه الله: هل نجفل أم نفتح بيتنا وتاريخنا العظيم؟ بالطبع فهناك عواقب وخيمة للعزلة ومن الهواجس غير الموضوعية للانفتاح، على أن المجتمع المسلم القائم على ركائز ثابتة ومتينة من الأخلاق لا يخشى على نفسه طالما أنه واثق مما بين يديه من تعاليم تكفي لدرء الشرور عنه، تبقى فقط أهمية المضي قدما في استكشاف مجالات الحوار من خلال التركيز على القضايا التي تستوجب البحث وتلك التي تقتضي المشاركة الجماعية باعتبار أن الهم الوطني هو هم عام وأن مشاركة الجميع بآرائهم في مثل هذه الشؤون هي السبيل للخروج بها نحو الغايات المنشودة مبرأة من عوامل التشرذم ومتضمنة لكل وجهات النظر.

إن تفعيل المبادئ والأفكار والتعاليم العظيمة التي ينطوي عليها ديننا الحنيف بالقدر الذي يظهر الإسلام على حقيقته ويجليه مما لحق به في العقود الأخيرة سيكون حافزا للانتقال بالحوار إلى آفاق واعدة جديدة، كما أن من شأن ذلك تصحيح النظرة الخاطئة للإسلام والتي سادت مؤخرا في بعض أنحاء العالم..

ومن الواضح أن تعزيز الحوار أمر له نتائجه الإيجابية على كافة الصعد، ففي الداخل فإن ذلك سيسهم حقيقة في إفساح المجال أمام الأفكار النيرة الجادة لتأخذ ما تستحقه من مكانة في كل شأننا بحيث تعمل على دفع كافة الخطط إلى الأمام وإخضاعها للتنفيذ طالما أنها تحظى بالإجماع الوطني وطالما أنها نالت حظها من المناقشة والبحث بطريقة مستفيضة.

وعلى الصعيد الخارجي فإن لدينا هذا الإرث الخالد من التعاليم السمحة التي يمكنها الوفاء بكافة الاحتياجات الإنسانية كما يمكنها التصدي للمخاطر التي تحدق بالبشرية جمعاء بدءا من الحروب ووصولا إلى مظاهر التخلف والفقر والكوارث التي تجتاح العالم والتي هي من صنع الإنسان ومن نتائج الأنانية والاستئثار بمقدرات الآخرين والتغول على حقوقهم، ومن خلال الحوار مع الآخر يمكن التنبيه إلى هذه الدرر الإيمانية الأخلاقية الراقية التي تشكل على الدوام الخلاص الحقيقي مما تعاني منه البشرية من مصاعب.








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد