Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
أضواء
معهد الأمير أحمد بن سلمان
جاسر عبدالعزيز الجاسر

إلى وقت قريب كانت مهنة الصحافة مهنة الذي لا مهنة له، وهذا ما كان يتداول هنا في منطقتنا الخليجية، ولذلك فإن الوسائل الإعلامية وليست الصحف وحدها تعتمد على ما يسمى ب(المتعاونين)، وهم الأشخاص الذين لا يعدون متفرغين للعمل الصحفي؛ إذ يعمل في الصحيفة، أو في الإذاعة، أو المحطة التلفزيونية في أوقات فراغه (Part time)، ولهذا فقد عدت مهنة الصحافة مهنة الهواة، وليست عملاً احترافياً، مما أفقدها كثيراً من الاحترام والاعتبار وحتى الاعتراف.

وحتى بعد إنشاء أقسام الإعلام والكليات المتخصصة يحرص خريجوها على العمل في المؤسسات الحكومية والوظيفة المفضلة لهم (موظف علاقات عامة).

وهكذا غاب الصحفي المحترف، وأصبح الصحفي المتخصص عملة نادرة، فالصحفي المتعاون الذي يعطي جزءاً من وقته مهما كان ذلك الوقت كبيراً لا يمكن أن يتخصص في فنه الصحفي ولا يمكن أن يتميز، لأن التخصص والتفوق يحتاجان إلى إعطاء العمل كل الوقت، وبخاصة العمل الصحفي، الذي يعد عملاً إبداعياً، والعمل الإبداعي نابع من داخل الشخص الذي يدفعه عشقه وحبه لهذا العمل أن يعطيه كل وقته، بل ويقدمه على كثير من أعماله الخاصة.

لهذا السبب نجد أن الصحافة الخليجية والسعودية بالذات تفتقر إلى الكثير من الصحفيين المتخصصين من المحررين والكتاب، إذ تنحصر الأكثرية في مجالين هما: الأخبار والمواضيع المحلية والرياضية، والصحف الخليجية والسعودية تحفل بهذه النوعية من الصحفيين الذين يؤدون أعمالهم بأسلوب بدائي.. وبدائي جداً.

فالأخبار تُجلب وتُنشر دون أن تهذب أو تشذب، فهناك خلط كبير في الأخبار بين الرأي والحدث، والكتاب أيضاً سواء الذين يكتبون عن القضايا المحلية أو المواضيع الرياضية ينصبون من أنفسهم موجهين ووعاظاً وخطباء، في حين تخلوا مواضيعهم من المعلومة والتحليل التي تعد الأساس في الكتابة الصحفية.

أما الكتاب الرياضيون فحدِّث ولا حرج، إذ نقل هؤلاء الذين يسمون أنفسهم كتاباً مشاحنات المدرجات إلى الصحف ومحطات التلفاز، وأصبحوا ناطقين أو مشجعين بدرجة كاتب.

في ظل هذه الهجمة لا نجد كتاباً متخصصين في السياسة والاقتصاد وعلوم الاجتماع والنفس وعلوم الحياة الأخرى كالصحة والأخلاق إلا ما ندر، وتكون الصحيفة محظوظة جداً إن استقطبت كاتباً متخصصاً في هذه الاهتمامات.

من هنا تأتي أهمية الاحتفال بتدشين معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي اليوم الذي سيسد فراغاً كبيراً في مجالات الإعلام التطبيقية، والمؤمل أن يكمل ويسد الفراغ الذي تعاني منه الصحافة السعودية، وبخاصة في ابتعاد خريجي أقسام الإعلام في العمل في المؤسسات الإعلامية والاتجاه إلى المؤسسات الحكومية لنقص الإعداد المهني الذي سيتكفل به معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي.

هذا المعهد الذي يتكفل بنقل مهنة الصحافة، من مهنة(Part time) إلى مهنة الاحتراف، وإطلاق الإبداع من خلال عشق المهنة بعد إعداد المؤهلين إعداداً مهنياً وعلمياً.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد