Al Jazirah NewsPaper Monday  28/04/2008 G Issue 12996
الأثنين 22 ربيع الثاني 1429   العدد  12996
جبل من القمامة.. منجم ذهب لآخرين
شركات تعتمد على الهواتف لاستخراج أطنان من المعادن الثمينة

هونجو (اليابان) - (رويترز) - من ميهو يوشيكاوا

هل تفكر في التخلص من هاتفك المحمول؟ فكر ثانية.. فربما ينبغي عليك أولاً أن تنقب فيه عن الذهب والفضة والنحاس ومجموعة من المعادن الأخرى الداخلة في تركيب الإلكترونيات والتي ارتفعت أسعار كثير منها إلى مستويات شبه قياسية.

ويطلق على هذا النشاط اسم (التعدين الحضري) وهو البحث في المعادن الخردة في المنتجات الإلكترونية القديمة عن معادن كريمة مثل الذهب والايريديوم وهو صناعة متنامية في أنحاء العالم مع صعود أسعار المعادن إلى مستويات قياسية.

وتستخدم المعادن التي يتم استخلاصها في صناعة أجزاء إلكترونية جديدة ويتم صهر الذهب وغيره من المعادن الثمينة وبيعها لصانعي المجوهرات والمستثمرين وكذلك المصنعون الذين يستخدمون الذهب في صناعة لوحات الدوائر الكهربية بالهواتف المحمولة نظراً لأن الذهب موصل فائق للكهرباء بدرجة أفضل حتى من النحاس.

وقال تاداهيكو سيكيجاوا رئيس شركة (إيكو سيستم ريسيكلينج) وهي شركة لتدوير المعادن تابعة لشركة دوا القابضة (يمكن أن تكون معادن نفيسة أو رخيصة.. نريد تدوير كل ما بوسعنا تدويره.

(وتشير دراسة لشركة (يوكوهاما ميتال) وهي شركة أخرى تعمل في مجال التدوير إن الطن الواحد من الخام المستخرج من منجم للذهب ينتج خمسة جرامات فقط من المعدن الثمين، في حين أن الطن من الهواتف المحمولة المهملة يمكن أن ينتج 150 جراما أي حوالي 5.3 أوقية (أونصة) أو أكثر. كما يحتوي الطن من الهواتف المحمولة المهملة على نحو 100 كيلوجرام من النحاس وثلاثة كيلوجرامات من الفضة من بين معادن أخرى.

واكتسبت صناعة التدوير أهمية مع صعود أسعار المعادن إلى مستويات قياسية. فالذهب يجري تداوله قرب 890 دولاراً للأوقية (الأونصة) بعدما وصل إلى مستوى قياسي بلغ 1030.8 دولار في مارس - آذار. كما يجري تداول النحاس والقصدير قرب مستويات قياسية فيما تجاوزت الفضة متوسطات أسعار طويلة الأجل.

وتدوير الالكترونيات أمر منطقي بالنسبة لليابان التي تملك موارد طبيعية قليلة لتغذية صناعة الإلكترونيات لديها البالغ حجمها مليار دولار في حين توجد بها سنوياً عشرات الملايين من الهواتف المحمولة القديمة وغيرها من الآلات الإلكترونية الاستهلاكية المهملة.

وقال نوزومو ياماناكا مدير مصنع التدوير التابع لشركة (إيكو سيستم)، حيث يتم تفكيك أكوام من الهواتف المحمولة المهملة وغيرها من الآلات الإلكترونية بسبب قيمتها المعدنية (بالنسبة للبعض..ما هي إلا جبل من القمامة..لكن بالنسبة لآخرين فهي منجم ذهب.

(وفي المصنع الكائن في هونجو على بعد 80 كيلومتراً جنوب غربي العاصمة طوكيو يحصد سوسومو اراي بعضاً من تلك الثروة.

وينساب شريط من الذهب المصهور إلى قالب، حيث تلفحه النار لبضع دقائق قبل أن يتحول إلى الحالة الصلبة ليتشكل قالب يزن ثلاثة كيلوجرامات من الذهب بقيمة تبلغ نحو 90 ألف دولار بالأسعار الحالية. وتشير أرقام صناعية إلى أنه تم جمع 558 طناً من الهواتف المحمولة القديمة بهدف تدويرها في العام الذي انتهى في مارس - آذار بانخفاض بلغ الثلث عما تم جمعه قبل ذلك بثلاث سنوات.

ومع ارتفاع أسعار المعادن تواجه الصناعة اليابانية منافسة متزايدة على الخردة وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها. وقال تاكاشي موريس المسؤول بشركة دوا (نواجه مزيداً من المنافسة من جانب شركات صينية.. وبالطبع تتجه البضائع إلى حيث توجد النقود).

وفي مواجهة ذلك تقوم الشركات اليابانية باستيراد لوحات الدوائر الكهربية المستعملة من سنغافورة وإندونيسيا نظراً لأنها تحتوي أيضاً على معادن رخيصة تحرص اليابان بشكل خاص على استخلاصها.

وهذه المعادن مثل الانديوم - وهو عنصر أساسي في إنتاج التلفزيونات ذات الشاشات المسطحة وشاشات الكمبيوتر - والانتيمون والبزموت لا غنى عنها في صناعة كثير من المنتجات عالية التقنية.

غير أنه ليس من السهل دائماً الحصول عليها، حيث شددت الصين القيود على الصادرات مما جعل من الصعب على المصنعين اليابانيين شراؤها. وهذا سبب دخول شركات (التعدين الحضري) هذا المجال. وقال سيكيجاوا رئيس (إيكو سيستم) (نأمل أن نكون قادرين على مساعدة المصنعين اليابانيين الذين يحتاجون تلك المعادن).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد