Al Jazirah NewsPaper Friday  02/05/2008 G Issue 13000
الجمعة 26 ربيع الثاني 1429   العدد  13000
الخليج بين (العربي) و(الفارسي)

ليس في تشدد الإخوة الإيرانيين على تسمية خليجنا بالخليج الفارسي ما يساعد على تنمية الروح الأخوية بين إيران والعرب، هذا التشدد الذي يصل إلى حد التهجم الإعلامي وحتى الغوغائي من قبل عدد من المظاهرات المدبرة في الشوارع، ومهاجمة سفارات عربية بين الحين والآخر وآخرها سفارة الإمارات العربية المتحدة. في حين أن هناك ما هو أهم من التسميات وهي إظهار النيات الحسنة والعمل الإسلامي المشترك الذي ينهض بالأمة الإسلامية ويضعها على طريق الحضارة.

الإخوة الإيرانيون يتحججون بحجج تاريخية فيها الراجح والمرجوح، على الرغم من أن بعض هذه الحجج تقول إن أسلافهم الفرس هم الذين وضعوا هذه التسمية وليس غيرهم.

فالآشوريون والبابليون والآكاديون سمّوه البحر الجنوبي أو البحر السفلي على أساس أن البحر الأبيض المتوسط هو البحر العلوي.

والرومان سموه بالخليج العربي. وممن أطلق تلك التسمية المؤرخ الروماني بليني في القرن الأول للميلاد.

وقد أخذ هذا الخليج أسماء أخرى مختلفة منها خليج البصرة وخليج البحرين وخليج القطيف وغيرها من الأسماء، كالخليج العربي الذي عرف بهذا الاسم قبل الإسلام وبعده.

وفي العصر الحديث وصل كثير من العلماء ومنهم الغربيون إلى قناعة علمية بأن الخليج العربي هو الاسم الأوثق ومن هؤلاء المؤرخ الإنجليزي رودريك أوين الذي زار الخليج العربي وأصدر عنه سنة 1957 كتاباً بعنوان (الفقاعة الذهبية - وثائق الخليج العربي) وقد روى فيه أنه زار الخليج العربي وهو يعتقد بأنه خليج فارسي، ولكنه ما كاد يتعرف إليه عن كثب حتى أيقن بأن الأصح تسميته (الخليج العربي) لأن أكثر سكان سواحله من العرب.

ومن هؤلاء أيضاً على سبيل المثال لا الحصر الكاتب الفرنسي جان جاك بيربي الذي أكد عروبة الخليج في كتابه الذي تناول فيه أحداث المنطقة وأهميتها الإستراتيجية.

وكذلك المؤرخ الدنماركي كارستن نيبور، الذي جاب الجزيرة العربية وأفاد بأن الخليج عربي.

كما كتب جون بيير فينون أستاذ المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس في 1990 دراسة في مجلة اللوموند الفرنسية حول الخليج تؤكد تسميته بالخليج بالعربي، وهو ما أثار ثائرة إيران وقتها.

وسواء كان اسم الخليج (العربي) أو (الفارسي) فهو يظل قاسماً مشتركاً بين العرب وإيران، وينبغي أن يكون أحد عوامل الجيرة الحسنة التي تتأسس على المبادئ الإسلامية السمحة.

ولكن هل يستوعب الإخوة في إيران ذلك، علماً بأن أحد الباحثين طرح على الزعيم الإيراني الخميني فكرة تسميته بالخليج الإسلامي ولكنه رفض مصراً على تسميته بالفارسي ومفضلاً إياه على الإسلامي!

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد