Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/05/2008 G Issue 13001
السبت 27 ربيع الثاني 1429   العدد  13001
الرباعية تدعو إسرائيل لتجميد الاستيطان وإنهاء حصار غزة
سعود الفيصل: الوضع في المنطقة كئيب وتعصف به المخاطر

لندن - طلال الحربي - واس

عقد عدد من أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية العرب اجتماعاً موسعاً أمس في العاصمة البريطانية لندن مع وزراء خارجية وممثلي دول وأطراف اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بقضية الشرق الأوسط وذلك في إطار الاجتماع الدوري للجنة الرباعية.

وشارك في الاجتماع من الجانب العربي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية الأردن صلاح الدين البشير وممثلان عن وزيري خارجية دولة الكويت وتونس.

كما شارك في الاجتماع وزيرة خارجية الولايات المتحدة كونداليزا رايس ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثل اللجنة الرباعية توني بلير والممثل الامني والسياسي الاعلى للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزير الخارجية السلوفيني رئيس الدورة الحالية للاتحاد ديمتري بوبيل والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو.

وحضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وايرلندا.

وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل كلمة خلال الاجتماع وصف فيها الوضع في منطقة الشرق الأوسط بأنه كئيب وتعصف به المخاطر.

وشدد سموه على أن هذه الحقيقة نتجت جراء الطريقة التي تتعامل بها إسرائيل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال سموه: إن المفاوضات من أجل إيجاد حل لهذا النزاع أخذت حيزا كبيرا من الزمن امتد لنحو ستين عاما وبدلا من تبسيط أو إيضاح هذه القضية وتحديدها وفقا لقرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي شرع قانونية إقامة وطن قومي للفلسطينين بجانب دولة إسرائيلية فإن الكثير من العناصر غير المرتبطة وغير الضرورية جرى اقحامها في هذا النزاع خاصة بعد حرب 1967.

وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن قضية الاحتلال الإسرائيلي لجميع الاراضي الفلسطينية يجب أن تحل وفقا لقراراي الأمم المتحدة رقم 242 ورقم 338 اللذان أكدا أن احتلال الارض بقوة السلاح أمر غير مقبول.

واوضح سموه أن حل النزاع على هذه الاراضي يجب أن يتم إما من خلال المفاوضات أو التحكيم، وأن النقطة موضع الخلاف هي تفسير قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 وما إذا كان يعنى الانسحاب من جميع الاراضي الفلسطينية أو مجرد الانسحاب من أراض احتلت في حرب عام 1967م.

وقال: اعتقد أن تطورات هذا الوضع تعود إلى ثلاثة أسباب متداخلة أولها إصرار إسرائيل الواضح على استقطاع أراضي مأهولة من الفلسطينيين لصالح توسيع الاراضي اليهودية وهذا أدى إلى اقتلاع سكان الارض الحقيقين من أراضيهم وهدد بالتالي بقية الفلسطينيين بمواجهة نفس المصير، وحتمت تلك الظروف استمرار النزاع الذي انتهك حقوق الفلسطينيين وأدى لمعاناتهم من القمع والعنف وسوء المعاملة تحت وطأة الرفض والحرمان.وأضاف سموه يقول: أن الثاني يعود إلى استمرار إسرائيل في ممارسة سياستها التي تقوم على تحقيق الأمن الكامل لإسرائيل فقط مما أدى إلى المزيد من الأبعاد السلبية أي سياسة الأمن الكامل لطرف واحد في هذا النزاع وعدم توفير أمن مطلق للطرف الآخر.وقال سمو وزير الخارجية: إن ثالث هذه الأسباب هو أن مشاعر العداء الواسعة للسامية في الغرب وما يتردد عن المحرقة النازية التي وقعت على اليهود أدت بلا شك إلى تعاطف كبير معهم في الغرب وفي باقي دول العالم.. ولكنها ساهمت في اعطاء إسرائيل إذنا باستخدام ما تريد من سياسات وإن مثلت ظلما بينا للفلسطينيين بينما ينظر إلى إسرائيل كدولة محبة للسلام بغض النظرعن تصرفاتها المثيرة للتنديد ولردود الفعل العنيفة.

وتابع سموه قائلا: لقد أصبح النزاع الإسرائيلى الفلسطيني جزءاً لا يتجزأ من القضايا الداخلية والاهتمامات المحلية في أوروبا والولايات المتحدة الأمر الذي أضاف إلى تعقيداته ووفر لسوق الحجج والمبررات لكل عمل تقوم به إسرائيل حتى لو كان خارجا عن القانون أو يستحق الشجب والادانة..

مثل هذه التصورات تستعيض عن التزام المنطق والموضوعية بالاحتكام للعواطف غير الواقعية.

وأعرب سموه عن ثقته بادراك الجميع لهذه الحقائق.

وقال: كما أؤكد أنني لا أرمي إلى اتهام جهة أو طرف بل آمل بصدق أن تتضافر جهودكم لايجاد مخرج من هذا المستنقع.. لقد بذلت الدول العربية كل ما في وسعها لتشجيع عملية التسوية وتبنت المبادرة العربية للسلام في بيروت منح إسرائيل الأمن الكامل الذي تطلبه من خلال التطبيع القائم على معاهدة سلام توقع عليها إسرائيل وكافة الدول العربية بالاضافة إلى الدول الإسلامية التي أعلنت التزامها بالخطة العربية للسلام..

ومن المهم في تقديرنا أن نقف على المقترحات التي يطرحها أعضاء اللجنة الرباعية الدولية بصدد الخروج بنا من هذا الطريق المسدود.

وأكد سمو الأمير سعود الفيصل أن المسعى الجاد والنزيه لتجسيد تعهدات(أنابوليس) على أرض الواقع سيمكننا من ازالة معظم العقبات والتعقيدات القائمة في الوضع الراهن..

وقال: السبيل الأفضل لضمان الأمن لإسرائيل في تقديرنا هو قيام دولة فلسطينية قابلة للنمو وفقا لتصور الرئيس جورج بوش جنبا إلى جنب مع إسرائيل وهو ما يجعل من الدولة الفلسطينية عضوا مسؤولا ومتمسكا بالالتزامات الدولية، كما يجب إلا ننسى أن بمقدور إسرائيل أن تعتمد في ضمان أمنها على أكثر الدول نفوذا في العالم وخاصة الولايات المتحدة وعلى منظمة الأمم المتحدة التي أنشأت دولة إسرائيل في المقام الأول.

وعبر سموه عن اعتقاده أن من أسباب صعوبة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حاليا هو المحاولات المستمرة لشق الصف الفلسطيني بدلا عن العمل لتوحيده من وراء عملية السلام..

ففلسطين الموحدة تشكل قوة حيوية ودافعة نحو المفاوضات كما تمثل بكل تأكيد عنصرا ضروريا لنجاحها.

ولقد تحولت حكومة الوحدة الفلسطينية التي انبثقت من اتفاق (مكة المكرمة) إلى فرصة ضائعة وإذاما عادت هذه الفرصة الثمينة من جديد دعونا نأمل إلا تضيع منا مرة أخرى.

وشدد سموه على أن هناك حاجة ماسة لإحداث تغيير في أسلوب الرباعية الدولية يركز جهودها على مقترحات بناءة تعين على السير قدما بعملية التسوية بدلا عن الاكتفاء بالتداول حول النزاع ووضع شروط لا يمكن الوفاء بها.

ورأى سموه أن تؤسس هذه المقترحات على الشرعية والقانون الدولي وألا تخضع للابتعاد عن مجراها المرسوم.. فتحقيق السلام والأمن مهدد بالفشل إذا لم نتوخ التطبيق العادل للقانون الدولي على الجميع دون محاباة ولا يمكن بالطبع القبول بالتصرفات الفردية أو الاستثناءات بحكم الواقع في حالة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأكد سمو وزير الخارجية ضرورة أن تتوخى قرارات اللجنة الرباعية مبادئ الحيدة والعدالة والمساواة والتشديد على ازالة المستوطنات والحواجز ووضع حد لتقسيم الأراضي الفلسطينية.

وأن تخضع القرارات التي يتم التوصل لها للمتابعة والرصد والمحاسبة حتى نحقق التقدم الذي نصبو إليه.

وقد جرى خلال الاجتماع بحث نتائج الاجتماع الدوري للجنة الرباعية الدولية ومستقبل وآفاق عملية السلام على ضوئها.

وتم في اجتماع اللجنة الرباعية مناقشة تطور مفاوضات السلام منذ مؤتمر السلام في انابوليس بأمريكا في نوفمبر الماضي وجاء في البيان الختامي الذي أصدرته اللجنة تأييدها لمفاوضات السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل مشجعة جميع الأطراف للوصول لاتفاق يهدف لإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية هذا العام الجاري مطالبة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتنفيذ التزاماتهم في مبادرة خارطة الطريق معربة عن قلقها من توسيع عمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة وطالبت إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات الجديدة وإزالة ما بني منها كما طالبت بإنهاء حصار غزة.

ودعا البيان الدول المناحة إلى (الوفاء بالتعهدات) التي قطعتها للفلسطينيين في مؤتمر باريس في كانون الأول-ديسمبر 2007م.

من جهة ثانية التقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ووزير خارجية الأردن صلاح الدين البشير مع وزير الخارجية البريطاني.

وجرى خلال اللقاء بحث تطورات قضية الشرق الأوسط في ضوء التصعيد والممارسات الإسرائيلية الأخيرة في الأراضي الفلسطينية وما نتج عنه من مآسٍ إنسانية تكبدها الشعب الفلسطيني.

كما تم مناقشة مداولات ونتائج الاجتماع الدوري للجنة الرباعية الدولية حول القضية الفلسطينية.

كما اجتمع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الخاص للجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط توني بلير ووزير الخارجية التركي علي بابا جان كل على حده.

وتم خلال هذه الاجتماعات بحث تطورات النزاع العربي الإسرائيلي والتصعيد الإسرائيلي الأخير.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد