Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/05/2008 G Issue 13001
السبت 27 ربيع الثاني 1429   العدد  13001

زيد الدريهم.. دمعة حزن
أسامة بن زيد الدريهم - الدلم

 

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

فليس لعينٍ لم يفض ماؤها عذر

تتزاحم العبارات وتتبعثر الكلمات، وتنسكب الدمعات، على فقد الأب، والمعلم الرحيم، الحاني، المشفق، الصديق، الزميل، ووو.....

أقول وقلبي بين جنبيَّ يخفق

وعيني بالدمع السخين ترقرق

ألا ليتني كنت الفداء لمن مضى

وخلّفني من بعده أتحرق

أبي البّر لي في كل شيء يسرني

ومن كأبي يحنو على ويشفق؟

ولانقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون، وله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى، الحمد لله الرحمن، القائل في القرآن: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }

ليس شيء على المنون بباق

غير وجه المسبِّح الخلاق

رحل عن الدنيا بعد ما أصابه ما كتبه الله عليه، الذي نرجو أن يكون تكفيراً لذنوبه وتمحيصاً لها، رحل مطيعاً لربه جل وعز، حسن خلقه (سلم المسلم من لسانه ويده)، رحل محباً للكتب، كثير القراءة، واسع الاطلاع، رحل بجسده وبقي الذكر الحسن الذي قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: (توشكون أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار) قالوا: بم يارسول الله؟ قال: (بالثناء الحسن والثناء السيء)، وعندما ما مر عليه بجنازة، فأثنوا عليها بخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ومر بأخرى فأثنوا عليها بشر فقال: (وجبت) فقال عمر: يارسول الله، ماوجبت؟ فقال رسول صلى الله عليه وسلم: (هذا أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه)..

رحل وهو واصل لرحمه الصغير والكبير والبعيد والقريب كان رحمه الله لا يحب أن يبقي في ذمته حق لأحد.

مضى وهو محمود وذكراه دائما

لدى عارفيه اليوم تحلو وتعبق

فطاعته لله ما كان يرتضي

بشيء من الأشياء عنها يعوق

وأرحامه مهما تناءت صلاته

بهم أبداً يهوى لقاهم ويعشق

وحق سواه عنده لا يريده

بذمته يبقى بتاتاً ويعلق

ولكن هكذا الدنيا لا بد بعد الاجتماع من فرقة، واطفئ اللهم ما في قلبي من حرقة، واسكنه الفردوس، وألحقه بالنبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم آمين.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد