Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002

اشكروا المواطن.. (ناصر الرشيد)..؟
حمَّاد بن حامد السالمي

 

* كتبت هنا بتاريخ (22 فبراير 2004م) أقول: (اشكروا المواطنة.. هدى المنصور).

* أعود اليوم لأقول بكل فخر واعتزاز: (اشكروا المواطن.. ناصر الرشيد).

* وسوف أقول وأكتب كل يوم، دون ملل أو كلل، حيوا واشكروا كل مواطن ومواطنة، من هذه الأرض الطيبة، يكرس في نفسه وذاته،

تلك الموَاطَنة التي تعمل قبل أن تتكلم. المواطنة الصادقة، تعمل ولا تتكلم.

* قبل عدة سنوات مضت، جعلت المواطنة السعودية (هدى المنصور)، من قضية تمس سبعة ملايين سعودي وسعودية، مهددين بخطر (مرض الدم الوراثي)، قضيتها الأولى. هدى المنصور، سخرت وقتها وجهدها ومالها لخدمة هذا الهدف العظيم، حتى تحقق لها ولنا النصر في آخر المطاف، فقد صدر قرار من مجلس الوزراء عام 2004م، يلزم كل سعودي وسعودية مقبلين على الزواج، بفحص طبي، حتى لا يحل مرض (المنجلي والثلاسيميا)، ضيفاً كريهاً بينهما، ويجعل من أبنائهما معوقين حتى الممات.

* لقد حوربت المواطنة (هدى المنصور) وأوذيت، بسبب جرأتها الأنثوية، في مقابل صمت غيرها من الذكور، حتى أقصاها أعداء النجاح من إدارة (مركز أبحاث الدم الوراثية) في الأحساء، لكنها صمدت وثبتت، فواجهت الساخرين والساخطين معاً، بقوة إيمانية، وعزيمة وطنية، تدعمها أدلة علمية، وإحصاءات بحثية، حتى نجحت، فوصلت إلى هدفها الوطني النبيل، الذي أصبح اليوم في صلب الثقافة الصحية لكل الأسر السعودية.

* مرة أخرى.. حيوا المواطنة (هدى المنصور) واشكروها.

* ثم تعالوا نحيي ونشكر نجماً آخر من مواطني هذا لبلد العظيم، بلد العظماء، ومنجب النجباء، ومبرز الكرماء. اشكروا معي الدكتور (ناصر بن إبراهيم الرشيد)، مواطن أحب وطنه حتى العظم، فهو الذي لا يجف حبر قلمه الخيري، ولا ينضب معين عطائه الوطني، فبين كل مشروع ومشروع داعم لهذا الوطن، ومعزز لأمن وخير أهله، هناك مشروع آخر ينتظر توقيع ناصر الرشيد.

* ما الرابط بين جهد وجهاد المواطنة هدى المنصور، التي شنت الحرب على أمراض الدم الوراثية ذات يوم، فنجحت في الفصل بين تزاوج أي طرفين مصابين أو حاملين لمرض الدم الوراثي، وبين إنشاء أربعة كراس بحثية في جامعة عريقة مثل جامعة الملك سعود، تتخصص في (أمراض القلب والعيون والوقاية من المخدرات وأبحاث رواد المستقبل)..؟ إذا لم يكن حب الأرض والأهل والوطن، رابطاً وجامعاً بين هذا التميز وذاك، فأي جامع آخر أفضل من هذا الجامع..؟! إن من يكافح ليجعل وطنه أفضل، يحب وطنه أفضل من سواه دون أدنى شك.

* الدكتور (ناصر الرشيد)، بهذا التبرع السخي، الداعم لكراسي بحث علمية، لم ينظر إلى الكلفة المالية المترتبة عليها، بقدر ما نظر إلى توطين المعرفة التي نحن في أمس الحاجة إليها، وخاصة في تخصصات دقيقة مثل أمراض العيون، وأمراض القلب، والوقاية من المخدرات، وتبني الأبحاث الرائدة من الشباب.

* كانت المواطنة (هدى المنصور) وهي تقاتل قبل عدة سنوات، من أجل مجرد قرار ملزم بالفحص قبل الزواج، تواجه نقصاً في المعرفة بأخطار أمراض الدم الوراثية، والمواطن (ناصر الرشيد اليوم)، يسهم بطريقة حضارية فاعلة، في توطين جانب آخر مهم من المعرفة، في مجالات طب القلب والعيون، والمعرفة بطرق الوقاية من أمراض أخرى خطيرة تجلبها المخدرات، إلى جانب ولوج طرق البحث العلمي، وتشجيع ودعم الرواد في هذا المضمار الحيوي.

* في أسبوع واحد فقط، وقع الدكتور ناصر الرشيد، اتفاقية مع جامعة الملك سعود، لقيادة وإدارة أربعة كراس بحثية، بمبالغ تفوق العشرين مليون ريال.

* فهذا كرسي لأبحاث القلب، مهمته تعزيز البحث العلمي والتدريب العملي، وتوليد المعرفة للمهنيين وأفراد المجتمع، ولإيجاد جيل من الباحثين المتميزين في مجال علوم القلب على مستوى المملكة والمنطقة ككل.

* وهذا كرسي آخر للعيون، يهتم بتحديد المؤشرات المسببة للإصابة بمرض (الجلوكوما - الماء الأزرق)، لاكتشاف الأشخاص المعرضين للإصابة، وذلك للتدخل العلاجي المبكر، ومحاولة منع المرض قبل حدوثه.

* أما الكرسي الثالث في هذه (المنظومة البحثية الرشيدية)، فيحمل عنوان: (أبحاث رواد المستقبل). إن المنتظر من هذا الكرسي الجديد حقيقة، هو اكتشاف المواهب العلمية لدى الطلاب، وسرعة البدء في تنميتها وصقلها، ودعم البيئة المناسبة للطالب أثناء دراسته الجامعية، ليصبح عالماً متميزاً في مجال تخصصه، بالشراكة مع مؤسسات المجتمع.

* الكرسي الرابع، هو في أبحاث الوقاية من المخدرات، وتتمثل رسالته الإنسانية والعلمية، في العمل الجاد على تشجيع البحث العلمي - النظري والتجريبي - في الموضوعات المتعلقة بالوقاية من المخدرات، وتقديم الخدمات الاستشارية المتقدمة للجهات ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، بهدف حماية الشباب عموماً، والطلاب خصوصاً، من الوقوع في آفة المخدرات، وليكونوا فاعلين ومنتجين في منظومة التنمية في المملكة العربية السعودية. وفي يوم توقيعه لهذا الكرسي، قال صاحبه الدكتور ناصر الرشيد: (لا أظن أن رجلاً مخلصاً لدينه ووطنه إلا وهو يدرك خطورة آفة المخدرات وشرها المستطير على أبنائنا. إن مبادرتي الشخصية بهذا الكرسي، ما هي إلا إدراك بحجم هذه الآفة التي باتت تشكل خطراً على أبناء الوطن ومقدراته. يضيف: نحن قبل أن نكون رجال أعمال، مواطنون، ولنا أبناء نخاف عليهم، ونخشى عليهم من أي خطر).

* للمواطن الدكتور (ناصر الرشيد)، باع طويل في مجالات العمل الخيري والوطني منذ سنوات بعيدة. أمامي قائمة طويلة بمشروعات كبيرة، اجتماعية وطبية وثقافية وخيرية بمئات الملايين، أنشأها أو ساهم فيها أو دعمها المواطن ناصر الرشيد، لعل من أهمها: مركز الملك فهد للأورام وسرطان الأطفال، الذي بلغت كلفة إنشائه (500 مليون ريال)، إلى جانب مركز العيون ومركز الأيتام بحائل، والجميل في خيرية ناصر الرشيد الوطنية، أنها تتحسس حاجة الوطن والمواطن، فلا تتوقف عند بناء المساجد، الذي بنى منها مئة مسجد في حائل وحدها، وإنما تذهب إلى التطبيب والتمريض والتعليم والتدريب والسكن وغيرها، وأخيراً.. هاهو يطرق أبواباً جديدة، تسهم في توطين المعرفة، وإحلال العلم، من خلال أربعة كراسي بحثية، في جامعة الملك سعود، الجامعة التي تشهد ثورة علمية، وتعيش فورة إدارية، نرقبها بكل سرور وامتنان، ونشد على أيدي مديرها الأستاذ الدكتور (عبدالله بن عبدالرحمن العثمان)، وكافة زملائه في الجامعة، ونتمنى لهم مزيد التقدم، في النهوض بالجامعة، وفي تحديث وتطوير أدائها، حتى تسهم في تحسين مستوى التعليم العالي، وترفع من سمعته العلمية في هذا العالم.

* مرة أخرى.. حيوا معي واشكروا المواطن (ناصر الرشيد)، الذي يصدق في حقه قول أبي تمام:

تعوَّد بسط الكف.. حتى لو أنّه

ثناها لقبضٍ.. لم تجبه أنامله

assahm@maktoob.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5350 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد