Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
في ذكرى النكبة

تمر الذكرى الستون لنكبة عام 1948م حاملة معها دروساً وعبراً آن الأوان لفهمها واستخلاص العبر منها، فبعد مرور ستين عاماً على احتلال الأرض الفلسطينة وإعلان إسرائيل دولة واقعية في قلب العالم العربي مازال المشروع الوطني الفلسطيني يراوح مكانه دون تحقيق شيء يذكر في مجال استرجاع الحقوق الوطنية المستلبة التي اهتضمها الزمان وطوت سنوات الاحتلال أوراقها تحت إبط المحتل الإسرائيلي المتغطرس.

كثيرة هي الوقائع، وعديدة هي الملمات التي حاقت بالواقع الفلسطيني، فبعد أن كان النضال موجها ضد المحتل تشتتت بوصلة كفاحه، وضاعت أجنداته بين أشقاء السلاح المقاوم، وزرعت الفرقة بين الفلسطينيين، وانتفت الواقعية من بعضهم في طريقة التعامل مع الاحتلال، وهذا ما يقودنا إلى القول: إن الفلسطينيين أضافوا إلى تراكمات وضعهم البائس تراكمية جديدة من المعضلات والعراقيل، فمنهم من لايزال يرفض الاعتراف بإسرائيل، ومنهم من يؤكد أن إسرائيل باتت أمراً واقعاً يتطلب الاعتراف والتعامل، منهم من يمسك بالبندقية ويحتضنها ومنهم من يعتبرها نوعاً من مناطحة الريح، يقاطع امريكا بعضهم, ويهرول إليها البعض الآخر، وقع بعض الاخوة في شرك التحالفات الاقليمية البغيضة التي تبحث عن قضايا الظل من أجل استخدامها كأوراق ضغط لحساباتها الخاصة، ومنهم من تجاهل المحيط الإقليمي نهائياً وعول على امتدادات الخارج.

غير ذلك الكثير الذي يجعلنا بعد ستين عاماً من النكبة نقول إنها لازالت قائمة، وان انتقلت ملامحها بشكل واضح من الخط الاخضر إلى قطاع غزة، وما يجري به من مآسٍ تدمي الضمير العالمي والإنساني وتجرح ذاكرة كل المتشدقين بحقوق الإنسان والحداثة العصرية.

لم يعد أمام الإخوة الفلسطينيين في هذه المرحلة إلا العمل على مزيد من اللحمة والإسراع إلى صياغة مشروع وطني نضالي يجمع بين رصاصة البندقية وحجة اللسان، ونعني بذلك أننا لا نقلل من أهمية الكفاح المسلح، ولكن النسق التفاوضية مطلوبة أيضا، كما أن ذاك المشروع الأمل يتطلب نوعا من الواقعية فلا يقفز على بديهيات الواقع ومسلمات الأمور ولا يرمي بمصيره في معارك خاسرة، كم جنينا منها الأمرين فيما سبق، ذاك المشروع الذي نتحدث عنه يجمع كافة أقطاب الوطن بفلسطين في بوتقة واحدة وقناعة واحدة في التعامل مع العدو والصديق؛ لتكون هناك جبهة واحدة تسمى فلسطين بدلاً مما يربض على واقع الأحداث من فصائل وقبائل حزبية مشتتة أضاعت النضال، وأربكت مفاهيمه وباتت تهدد مكتسباته التاريخية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد