Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
منظمة التجارة العالمية هل هي مضرة؟
د. خليل إبراهيم السعادات

تعددت وجهات النظر حول منظمة التجارة العالمية وحقيقة أهدافها وتوجهاتها ومدى فائدتها للدول النامية أحد المواقع في الشبكة المعلوماتية تحدث عن وجود فيلم بعنوان (منظمة التجارة العالمية لماذا هي مضرة بك).

يحكي حقيقة منظمة التجارة العالمية وأهدافها مؤكداً على أن قرارات المنظمة في جميع مجالاتها تؤثر سلباً على المجتمع بجميع فئاته عمال وفلاحين وموظفين، كما يوضح كيف أن تلك القرارات لها تأثير مباشر على حياة الرجل العادي في جميع بقاع الأرض.

ويستعرض الفيلم الأضرار المباشرة وغير المباشرة التي تلحقها قرارات المنظمة بالبيئة وهو عبارة عن شهادة مجموعة من العاملين بمنظمة التجارة العالمية من جنسيات مختلفة. يبدأ الفيلم بتعريف والدن بيلو المفكر الاقتصادي بماهية منظمة التجارة العالمية ومقرها جنيف موضحاً أنها أنشئت في الأساس بهدف تنسيق الأنشطة الاقتصادية التي تقوم بها الدول الغنية مع الشركات متعددة الجنسيات.

ويغطي نشاط منظمة التجارة العالمية مناطق متعددة ومتفرقة في جميع أنحاء العالم وبالتالي فمن أهم ما يميزها هي أنها منظمة كبيرة بشكل استثنائي تمتع بعضوية ما يزيد على 140 دولة ثم يأتي دور دون كيت الذي ينفي مزاعم المنظمة التي توعي أنها منتدى للمفاوضات التجارية مؤكداً على حقيقة أنها أداة للسيطرة على مقدرات الشعوب ليس فقط عن طريق التجارة بل وأيضاً عن طريق اتفاقيات التجارة كاتفاقيات الجات وغيرها والتي بلغ عددها أكثر من عشرين اتفاقية من أقل من عشر سنوات هي عمر المنظمة تقريباً.

أما تريفو نجوان فيرى أن منظمة التجارة العالمية هي صناعة إمبريالية بالدرجة الأولى قامت لغرض قواعد التجارة الحرة على العالم بأسره. ويذكر الموقع أن الوري ينتقل إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أننا كشعوب من المفترض أن ممثلين من قبل حكوماتنا في المفاوضات التي تجريها المنظمة والتي تمس حياتنا بشكل مباشر إلا أن الواقع مختلف تماماً والكلام للوري حيث إننا كشعوب ليست لنا أية مقاعد على طاولة مثل هذه المفاوضات.

ويقول كيفن إن مصالح الشركات الكبرى والبنوك هي فقط الممثلة بحجة أن قيم المال هي التي يجب أن يكون لها اليد العليا على كل قيم الحياة، أما حقوق الإنسان والبيئة فتأتي في المقام التالي أو الرابع أو العاشر أو ربما لا تأتي أصلاً وكله يتوقف على احتياجات التجارة وهنا يرتفع صوت كيفن مؤكداً على كون هذا المنطق منطق مغلوط بكل المقاييس.

ولذلك يرى مودبارلو أن منظمة التجارة العالمية ما هي إلا طوق في عنق حق الشعوب في بيئة سليمة ناهيك عن حقوقهم الأساسية في المسكن والصحة والتعليم وهذا كله لأن القوانين الداخلية للدول والتي تنظم حياة الشعوب تخضع في المقام الأول لمعايير منظمة التجارة مما يخل بأبسط مبادئ سيادة الدول على مقدراتها.

وبحسبة بسيطة يخلص مود إلى أن الشعوب في النهاية هي العدو الأول لمنظمة التجارة العالمية لأنها تقف في طريق أهدافها التي تتلخص في الخصخصة مساعدة الشركات الكبرى على التحايل على القوانين وإرساء قواعدها ضاربة بعرض الحائط مصالح المواطن. ويمضي الفيلم أصواتاً ترتفع وتزداد حدة حتى نصل إلى نهاية الفيلم بطلب تحرك سريع وفعال وهذا ما أورده الموقع حول منظمة التجارة العالمية وأهدافها، فهل ما يفشه من غلاء كبير والذي أصاب دول المنطقة مجتمعة تسببت فيه سياسات منظمة التجارة العالمية، وهل هذه هي فعلاً أهدافها سواء كانت معلنة أو غير معلنة، أعتقد أننا بحاجة إلى سماع وجهة نظر المختصين في هذا المجال من اقتصاديين وسياسيين وقانونيين وعلماء اجتماع وإدارة لتوضيح حقيقة أهداف منظمة التجارة العالمية، وعلى الله الاتكال.

كلية التربية - جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد