Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/05/2008 G Issue 13002
الأحد 28 ربيع الثاني 1429   العدد  13002
وراء كل متقاعد ومتقاعدة إنجاز عظيم
وسيلة محمود الحلبي- كاتبة ومحررة صحفية

الإنسان عطاء متجدد في شتى مراحل العمر.. وما المرحلة التقاعدية إلا إحدى أهم المراحل العمرية للإنسان؛ لذا اهتم ولاة الأمر حفظهم الله بالمتقاعدين والمتقاعدات في هذه البلاد الغالية، وقد تم إشهار الجمعية الوطنية للمتقاعدين منذ أيام بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري للجمعية.. وكانت ليلةً غردت فيها الطيور وتلألأت الآمال وابتهجت النفوس وانزاحت الهموم وبرأت الآلام.. فالبهجة عمت الجميع من الجنسين والحق يقال: إن هذه الفئة القديرة والمعطاءة أعطت هذا الوطن الغالي عطاءات متميزة كل في مجاله، وكل في مجالها. وما شبابنا وشاباتنا في ميادين العمل المختلفة إلاَّ ثمار لذاك الزرع الندي، وما المشاريع العملاقة والشامخة في بلادنا إلاَّ ثمار لغرسهم الطيب المبارك.. تلكم النفوس الطيبة التي يجب علينا الآن أن نكرمهم بعد مسيرة العمل الطويلة والعطاء المتواصل؟ ولكن كيف نقدم لهم الشكر؟ هل نقدمه لهم بعزلهم عن المجتمع، وبالجلوس للفراغ والأرق والقلق يأكل أوقاتهم؟؟ لا وألف لا.. بل بالعطاء وتقديم الخدمات لهم وعدم نسيانهم، ومشاركتهم في جميع الميادين والنشاطات والاجتماعات والمؤتمرات والندوات والاستشارات واستحضار خبراتهم والاستفادة منها (لأنهم كنز ثمين لا يقدر بثمن).

وبذلك يشعرون بالروح المتجددة والعطاء بعيداً عن الوحدة والفراغ والشعور بأنهم باتوا في عزلة عن المجتمع مما يؤثر إيجابياً في حياتهم وتصرفاتهم ومشاعرهم. فهنيئاً للمتقاعدين والمتقاعدات إشهار الجمعية الوطنية للمتقاعدين، وهنيئاً للمتقاعدات إشهار اللجنة النسائية العامة بالجمعية التي ترأسها الدكتورة فوزية أخضر وتضم في أحضانها عدداً من العضوات المتحمسات الواثقات بأن العطاء لا ينتهي بتحديد (سن التقاعد) بل العطاء موجود طالما الروح موجودة في الجسد بإذن الله. هذه اللجنة التي أخذت على عاتقها إيصال صوت المتقاعدات إلى المسؤولين وولاة الأمر حفظهم الله كونهم أحرص الناس على حمل تلك الأمانة.. فوجدت من ولاة الأمر الكرام كل العون والعطاء والاهتمام.

وللمتقاعدين والمتقاعدات مطالب لا بد أن تحقق بإذن الله تباعاً (ومن صبر ظفر).

ومن أول تلك المطالب الخاصة بالمتقاعدات إيجاد مكان مخصص للجنة النسائية العامة بالجمعية الوطنية للمتقاعدين وإصدار بطاقة التأمين الصحي المجاني لهن في المستشفيات العامة والخاصة، وتسهيل مزاولة النشاط الاقتصادي والتجاري دون شروط معقدة، وإصدار بطاقات تعريفية للمتقاعدات أسوة بالرجال المتقاعدين.

واللجنة النسائية تسعى للاستفادة من توظيف خبرات المتقاعدات، والتواصل مع الجمعيات واللجان الأخرى في مناطق المملكة بهدف تبادل الخبرات والحفاظ على حقوق المرأة المتقاعدة.. هذه اللجنة الرائعة التي ولدت منذ أربعة أشهر فقط استطاعت أن تنجب لجان أخرى في كل من المنطقة الشرقية والمدينة المنورة وحائل، والجوف، أما الفروع الرجالية فبلغت عشرة. للجنة النسائية العامة أهداف عدة تضم المجال الثقافي والصحي وتنمية القدرات والترويحي والمالي والتواصل مع جمعيات المتقاعدين في دول الخليج العربي ثم الانطلاق للعالم العربي.. بهدف الاستفادة من الخبرات في مجال رعاية المتقاعدين، ووضع استراتيجية لإقامة الدورات والبرامج، واستقطاب أعضاء جدد. وتوفير الرعاية الصحية للمتقاعدين وأسرهم وصرف كلا المعاشين التقاعديين للورثة المستفيدين في حالة وفاة الوالدين. وإنشاء ناد صحي ثقافي اجتماعي ترفيهي والعمل على رفع سن التقاعد.

فالجمعية ذات أهداف عظيمة اجتماعية وصحية، اقتصادية وحقوقية، تنموية، بالإضافة إلى إنشاء بنك معلومات عن المتقاعدين والمتقاعدات يهتم بدراسة أحوالهم وتوظيف خبراتهم. حقاً أهداف سامية نرجو بلوغها.. فكل الشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي أوقف ببصيرته قافلة النسيان ووجه بحنكته إلى الاستفادة من معارف وخبرات المتقاعدين والمتقاعدات وتأسيس جمعية تهتم بشؤونهم وحين قامت الجمعية آزرها سموه الكريم وأكرمها بشرف رئاسته الفخرية بعد مباركة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لها. كما تفضل الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود بدعمه الكريم للجمعية من خلال رئاسته الهيئة الاستشارية فبوركت تلك المساعي.. وبورك ذلك العطاء بفضل الله ثم بفضل سموهم الكريم، وبفضل أهل الفضل بزغ فجر هذه الجمعية لخدمة المجتمع والدولة والاهتمام بأوضاع أعضائها وإيصال همومهم إلى ولاة الأمر أملاً بالخروج من زاوية النسيان إلى دائرة الضوء والشعاع.

فهنيئاً للمتقاعدين والمتقاعدات هذه الجمعية الخيرة.. وذاك الدعم الكبير.. والعطاء المتميز.. تفاءلوا تفاءلوا ستجدون خيراً كثيراً بعون الله.

لحظة صدق:

لا تجعلوا الأشجار تموت واقفة

بل اسقوها بالعطاء والرعاية

والحنان تورق من جديد.

للتواصل: فاكس 2317743 - 2319959
ص ب 40799 الرياض 11511



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد