Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
صدر عن مؤسسة الانتشار العربي
(الرجل في شعر المرأة).. كتاب جديد للدكتور عمر السيف

صدر عن مؤسسة الانتشار العربي كتاب الدكتور عمر بن عبد العزيز السيف (الرجل في شعر المرأة: دراسة تحليلية للشعر النسوي القديم وتمثُّلات الحضور الذكوري فيه)، وهو يعالج الأدب النسوي كمدونة شعرية جمالية، واجتماعية، ونفسية.

وقد تناول في الفصل الأول علاقة المرأة بالرجل، ومكانتها في المجتمع خلال حقبة محددة، تبعه رصد لدرجات القرابة وأولوياتها في العصر الجاهلي وما طرأ من تغيير بعد الإسلام.

وفي الفصل الثاني عالج الوجود النسوي في الميدان الثقافي؛ وحين تغيب المرأة عن الإنتاج الإبداعي فإنها تبقى قريبة منه كناقدة وموجهة بشكل مباشر أو غير مباشر، وبيَّن أن الأنوثة كانت مقصاة في الشعر، ولم يكن السبب في ذلك منطلقاً من تسلُّط الرجال بل إن المرأة الشاعرة والناقدة كانت طرفاً في ذلك، إذ سعت إلى تفحيل خطابها ليكون شعراً (مذكراً).

وتناول البحث أغراض المرأة الشعرية التي تختلف بنيوياً عن شعر الرجل، كما أن هذا المبحث يكشف أهمية دراسة صورة الرجل في شعر المرأة؛ فالمرأة لم تورد المرأة موضوعاً لشعرها إلا في مواضع قليلة، وكان الرجل، بجميع صوره، ماثلاً في شعرها.

أما صورة الرجل في شعر المرأة؛ فقد كان المدخل الأسطوري كاشفاً لهذه الصورة ولا سيما أن شعر المرأة الجاهلي والمخضرم، مع قلته، غني بالأساطير، فتناول البحث صورة الرجل القمر التي كانت ترد بشكل كثيف في شعرها مما بعث التساؤل عن سبب ذلك، ولا شك أن تحليل الأبيات يبيِّن الجانب الأسطوري في شعرها، وكيف كانت المرأة تصوِّر الرجل المثالَ في شعرها من خلال استحضار صورة القمر المعبود الذي يتصف بصفات الرجل (كأعظم ما يكون من الرجال) فصوَّرت المرأة الرجل بصورة مقدسة، وبالغت في تقديسه في مواضع غير قليلة حتى جعلته كالهلال الذي يقوم الناس له ابتهالاً وصلاة. وكان للرجل المثال جملة من الصفات الخلقية والجسدية تناول البحث أهمها، فكشفت هذه الصفات ارتباط صورة الرجل الممدوح (في الرثاء أو الفخر أو الغزل) بصورة القمر الذي عبدته بعض العرب وأكثر الساميين.

وفي موضع الهجاء على وجه الخصوص كانت المرأة تستجلب الصور المشوهة والقبيحة لتسقطها على الرجال، ومن بين ذلك صورة الرجل المتأنث، حيث ابتدأ كمذمة، إلا أنها تطورت فيما بعد حتى أصبحت صورة الرجل المثال عند بعض الشاعرات، وبلغ الأمر فيما تلا إلى أن تستأنث القصيدة تماماً، لتتغزل المرأة بالمرأة بما يُعد تغيُّراً مهماً في الخطاب الشعري الأدبي القديم.

يقرأ الكتاب النصوص النسوية العربية، ويحللها تحليلاً دقيقاً، لافتاً النظر إلى جملة من الإبداعات التي لاقت إغفالاً متعمداً بسبب آراء قبلية ونظرات قاصرة في أن المرأة عاجزة عن الإبداع، وتجهز لها أحكام بالضعف مسبقاً، وهذا أدى إلى أن تفحل الأنثى قصيدتها، حتى تلقى قبولاً، لأن الفحولة هي الإبداع الحقيقي بحسب تلك الآراء بينما تجعل الأنوثة دليلاً على الضعف الأدبي.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد