Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
الأمن الغذائي

منذ عقود ينظر إلى القمح على اعتبار أنه سلعة استراتيجية، ومع أزمة الغذاء التي تجتاح العالم حاليا ومع تضاعف أسعاره ثلاث مرات أصبحت هذه التسمية أكثر وجاهة، وقد رأينا بوضوح الآثار الكارثية لارتفاعه في عدة دول بما في ذلك سقوط قتلى في احتجاجات مرتبطة بنقص الغذاء وعمليات التهريب الواسعة لأغذية من دول تدعم أسعارها إلى أخرى تعاني الأمرين من أجل توفيره لمواطنيها وبأسعار عالية. وهناك قمة حاليا لدول امريكا الوسطى لبحث أزمة الغذاء.. وفي المملكة خطوات ملموسة في الاتجاه السليم نحو الحفاظ على الامن الغذائي، خصوصا وان بلادنا ليست مصنفة كبلد زراعي في المقام الأول ذلك على الرغم من نجاحها في توفير الاكتفاء الذاتي في الكثير من المواد الغذائية لكن الطبيعة الصحراوية وقلة المياه تجعل من الصعب بلوغ درجات قصوى في هذا المقام..

فهذه طبيعة الأشياء حيث لا توجد دولة في العالم تشتمل على كل المقومات التي تجعل منها بلدا مكتفيا ذاتيا في كل شيء، فإذا كانت المملكة تحتل بجدارة موقع أكبر دولة منتجة للنفط وصاحبة أكبر مخزون عالمي منه، فإن آفاق العمل أامامها تعتمد على هذه الميزة النسبية مع ما يصاحبها من مستقبل صناعي واعد، فإلى جانب الوقود اللازم الذي يوفره النفط والغاز للصناعة فإن الثروات المعدنية التي تتوفر عليها بلادنا هي مقومات لصناعة مزدهرة، وهذا ما تتكفل به العديد من المشروعات الجديدة لاستغلال الخامات في عدة مواقع من البلاد، كما أن المدن الصناعية الجديدة تعزز هذا التوجه الذي يقوي من مكانة المملكة كدولة يعتمد نموها على الصناعة في المقام الأول.. وبذات القدر من هذه التخصصية الدولية فإن منتجي الغذاء يفتقرون إلى مواد الطاقة التي يستوردونها من دول أخرى مثل المملكة وغيرها من منتجي الطاقة، ولذا فإن صيغة التبادل الدولي والتعاون تجعل من اليسير ابتدار مشروعات مشتركة توفر الغذاء من خلال الاستثمارات المشتركة للدول التي تعاني من صعوبات بهذا الصدد..

وفي الخطط الجديدة بالمملكة هناك هذا التوجه للقيام باستثمارات زراعية للوفاء باحتياجات البلاد من الغذاء، والابتعاد عن التركيز على دولة واحدة، ومثل هذا التوجه يضمن في ذات الوقت الحصول على الغذاء من عدة مصادر حتى لا تتأثر الامدادات بأية ظروف سياسية أو طبيعية في هذه الدولة أو تلك مما قد يسبب أزمة في الامدادات، حيث إن عنصر المرونة أكثر من ضروري في هذا المقام.. هذه الخطط الجديدة تعمل بالتضافر مع آليات داخلية لضبط الأسعار ضمن استراتيجية شاملة تضمن في نهاية الأمر تحقيق الأمن الغذائي الهم الأكبر في عالم اليوم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد