Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/05/2008 G Issue 13005
الاربعاء 02 جمادى الأول 1429   العدد  13005
مبادرة طيبة
د. سليمان بن صالح العقلا

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:

إن إقامة ندوة علمية تبرز حياة وجهود الأشخاص المهمين والذين كان لهم دور فاعل في مجتمعاتهم وخارجها يعد عملاً طيباً ومبادرةً حسنةً تُشكر عليها الجهة المنظمة. ولكن كيف إذا كان موضوع الندوة هو أحد الملوك الأفذاذ الذين كان لهم العديد من الجهود والمواقف ليس على مستوى شعوبهم فحسب بل على المستوى العالمي. إنه فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، هذه الشخصية التي اكتسبت شهرة عالمية يشار إليها بالبنان، حيث كان مسموع الكلمة في المحافل الدولية، خاصة على المستوى العربي والإسلامي. وكان الملك فيصل صاحب شخصية قيادة قوية، فرض احترامه على الجميع حتى الدول العظمى كانت تحسب له ألف حساب. وبلغت مهابة الملك فيصل في العالم حداً جعل الصحافة الغربية تقول عنه (إن القوة التي يتمتع بها الملك فيصل تجعله يستطيع بحركة واحدة من قبضة يده أن يشل الصناعة الأوربية والأمريكية).

وكان الملك فيصل صاحب موقف ثابت وواضح حيال القضية الفلسطينية، وعُرِفَ عنه دفاعه المستميت عن الأراضي العربية المغتصبة. وكان للملك فيصل دور كبير وإسهام واضح في حرب أكتوبر عام 1973، وقد وصفه السادات حينها بأنه (هو بطل معركة العبور).

وكان الملك فيصل صاحب غيرة على الإسلام، بذل جهوداً كبيرةً في الدعوة إلى الله والدفاع عن الدين الإسلامي، وكان له جهود في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم الآن أكثر من 50 دولة إسلامية. وكان للملك فيصل دور في قطع علاقات أكثر من 40 دولة مع الدولة اليهودية.

وعلاوة على إنجازات الملك فيصل على المستوى العالمي فقد كان له دور بارز في إرساء قواعد النهضة المعاصرة في المملكة العربية السعودية مما نقل المملكة إلى مصاف الدول المتطورة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية ...الخ مع الحفاظ على ثوابت الدين والتقاليد.

ومن هذه المنطلقات الإيجابية في حياة الملك فيصل فإن عقد ندوة علمية عن تاريخ هذا الملك يعد مبادرة طيبة تُشكر عليها دارة الملك عبدالعزيز، حيث سوف تطلعنا البحوث والدراسات وتبرز لنا - بمشيئة الله - الجهود العديدة لهذا الملك الفذ في كافة المجالات. ومن جراء عقد هذه الندوة سوف يكسب الباحثون والمهتمون قاعدة معلومات تضم المصادر العلمية الموثقة عن تاريخ الملك فيصل وجهوده على المستوى الوطني والعالمي.

ختاماً نسأل الله تعالى أن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأن يحفظ ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. كما نسأله جل جلاله أن يديم على بلدنا الأمن والرخاء. وندعو الله أن يوفق القائمين على هذه الندوة وأن يكلل جهودهم بالنجاح، وأن يرحم الملك فيصل هذا الملك الفذ الذي كان قائداً عظيماً سطر التاريخ ذكره بمداد من ذهب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد