Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/05/2008 G Issue 13006
الخميس 03 جمادى الأول 1429   العدد  13006

أوتار
قبل وبعد
د. موسي بن عيسى العويس

 

تختلف نظرة الرجل للمرأة قبل الزواج عما بعده. عالمٌ آخر يتصوره بعض الرجال للحياة الزوجية، لكن سرعان ما تتغير النظرة وتتبدل، بكشف الستار الذي يفرضه المجتمع على المرأة، حتى تجسّدت في المخيلة شتى الانطباعات عن هذا الجنس اللطيف.وبشيء من الإعجاب يستحسن القارئ قدرة بعض الشعراء على استجماع ذلك الشعور بأبيات من الشعر تصف التباين في العواطف نحو المرأة قبل الزواج، وكيف أن هذه العواطف تنقلب رأساً على عقب في فترة ليست بالطويلة، خلاف مايؤمل من البشر، وما يبتغى منهم في توطيد العلاقات القائمة على المودة والاحترام، والعطف والتقدير، حفاظاً على الجو الأسري، الذي يتأثر بأبسط الحوادث.

يقول:

قبل الزواج يكون المرءُ محترقا

على التي بهواها قلبه احترقا

تراهُ ينفقُ أموالاً قضى زمنا

من الجبين عليها يسكبُ العرقا

يشري لها كل ماتهواهُ من تحفٍ

يشري الأساور والأطواق والحلقا

هذا التجاوب العاطفي معها لايلبث أن يتبدل، يصوّر ذلك قوله:

أما إذا وهبتهُ قلبها فغدا

زوجاً لها، وعلى صدق الولا اتفقا

قلّت محبته للحال وانقلبت

بغضاً، ولم يبقَ من ذكرٍ لما سبقا

أقلّ حادثة منها تهيجهُ

حتى إذا عارضت قولا له حنقا

* هذا اللون من الحياة التي لا تطاق لا تمثل نسبة كبيرة لكنها موجودة، وقد يكون مبعثها ضيق النظرة للحياة من جهة، والجهل بالحياة الزوجية بما لها وما عليها من جهة أخرى.

هذا التعامل غير المتزن من البعض ولّدت أجيالا من كلا الجنسين عديمة الثقة في نفسها، مضطربة في تصورها للعلاقات الإنسانية، والأسس التي تقوم عليها، ناهيك عن شعور بالإحباط واليأس من السعادة في الحياة، حتى ولو امتلكوا مقوماتها المادية.

* تأمل من حولك، لترى كم هم أولئك الأشخاص الذين هجروا أهلهم وأصحابهم قبل الزواج في سبيل رضى من تعلّقوا بها، أو هموا وأوهموا أنفسهم بالارتباط بها.

وكم هم أولئك الأشخاص الذين تأججت في قلوبهم نار الحب، وقضوا أيامهم ولياليهم في كمدٍ وحرقةٍ لا لشيء إلا من أجل كسب ودّ المرأة، بأيّ طريقة، وبأيّ ثمن.

* حياةٌ كهذه أعدها فصلاً من فصول رواية الحياة، تنطوي بعض فصولها على مأساة ساخرة، وقد تنتهي بحياة فاجعة، وبين السطور شؤون وشجون، وابتسامات ودموع، ربما لاتجد المرأة بدورها من يواسيها، أو يسليها بها.

هذا هو مصير كل علاقة لا تدعو لها العاطفة، بل تتم لمصلحة أو منفعة، أو محاباة أو مجاملة.

* المرأة بالذات عندنا أمام مجتمع لا يرحم إن تعثرت بها ظروف الحياة، فكم من النساء مظلومات بريئات، يدفن أحزانهنّ وشقاءهنّ في طيات صدورهن، وكم منهنّ من يعشن في جحيم دائم، وعذاب لا يطاق، وليس من السهولة انتشالهن في مجتمعٍ يبني على أعرافه وتقاليده كل شؤون حياته.أ هـ.

dr_alawees@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد