Al Jazirah NewsPaper Thursday  08/05/2008 G Issue 13006
الخميس 03 جمادى الأول 1429   العدد  13006
فيصل.. ملك لا ننساه

من حق الأجيال الحاضرة والقادمة أن تنهل من ذكرى الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز، وتعيش قصص النجاح والكفاح التي كان بطلها فيصل.. الملك الذي لن ننساه.

والندوة العلمية عن الملك الشهيد والتي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز فرصة كبيرة لتوثيق عهد امتلأ بالأعمال الجليلة في مختلف المجالات، وبخاصة فيما يتعلق بهموم الأمة الإسلامية.

قال الرئيس الفرنسي الأسبق تشارل ديغول ذات مرة: (الفضل للفيصل الذي أفهمني حقيقة قضية فلسطين).

لقد كان الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز يحمل هم الأمة الإسلامية إلى العالم، ويدافع عن قضاياها وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي حملها على عاتقه منذ أن كان في سن الرابعة عشرة عندما رأس وفد المملكة إلى مؤتمر لندن عام 1939م. وإلى الملك فيصل يعود الفضل - بعد الله تعالى - في إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي التي تنضوي تحت رايتها اليوم 57 دولة مما يجعلها ثاني أكبر منظمة دولية، وذلك إثر دعوته - رحمه الله - لجميع المسلمين حكومات وشعوبا إلى التضمان الإسلامي انطلاقا من قول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.

ولقد جاءت دعوته في وقت اشتدت حاجة المسلمين فيه إلى التكاتف ضد أعدائهم، وخاصة بعد إقدام المتطرف اليهودي مايكل روهان على إحراق المسجد الأقصى في عام 1969م. وليس غريبا أن يقول عنه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر: (إن الملك فيصل يعتبر الضمير الخلقي للعديد من الزعماء العرب وإنه في إمكانه بما يحمله من منزلة دينية كبيرة أن يكون الممثل الخاص للأمة العربية، خاصة بعد أن نجح في تحويل مملكته إلى دولة رائدة وقائدة في المجالين السياسي والاقتصادي). لقد تعلم الملك فيصل وورث من أبيه المؤسس الملك عبدالعزيز كيف يدافع عن أمته العربية والإسلامية، ويقدم لها الغالي والنفيس من أجل أن تنهض من جديد لتعيد مجدا وحضارة أثرت العالم عبر قرون، فلم يتردد الملك فيصل في دعم دول المواجهة العربية إبان حرب أكتوبر عام 1973 من خلال قطع إمدادات النفط عن حلفاء إسرائيل.

ولذلك قال عنه الرئيس المصري السابق أنور السادات: (إن فيصل هو بطل معركة العبور وسيحتل الصفحات الأولى من تاريخ جهاد العرب وتحولهم من الجمود إلى الحركة ومن الانتظار إلى الهجوم).

وقبل ذلك في حرب 1967م التي خسرها العرب خسارة فادحة، سعى الملك فيصل إلى إزالة آثار النكسة فشاركت المملكة بفاعلية في مؤتمر الخرطوم وتبرعت بمبالغ مالية كبيرة لدعم الإمدادات العسكرية لدول المواجهة، حتى بلغت حصة المملكة الثانوية خمسين مليون جنيه إسترليني ليأذن ببدء الحقبة السعودية في تاريخ الأمة العربية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد