Al Jazirah NewsPaper Friday  09/05/2008 G Issue 13007
الجمعة 04 جمادى الأول 1429   العدد  13007
الاستثمار المعرفي

الاستثمار المعرفي في عصرنا الحاضر من أهم أنواع الاستثمار الذي يعزز الاقتصاد الوطني في ظل التنافسية العالمية الشديدة، وانطلاقا من هذه الحقيقة فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجه بإنشاء المدن الاقتصادية المختلفة، ومنها مدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة التي وجه بإنشائها في شهر يونيو من عام 2006م. وانطلاقا من هذه الحقيقة أيضا وافق الملك عبدالله على رعاية المنتدى الدولي للمعرفة الذي أطلق عليه اسم (نور) خلال الفترة من 22 إلى 24 من شهر يونيو القادم. هذا المنتدى الذي سيجمع تحت سقف واحد في المدينة المنورة مائة من العلماء والمفكرين وكبار المستثمرين المسلمين.

هذه المدينة التي ستكتمل إن شاء الله بعد عشر سنوات، تعتبر مشروعا جبارا وستجذب استثمارات تصل إلى 30 مليار ريال.

وستضم أكبر مجمع للتقنية والاقتصاد المعرفي، وستصبح مركزا عملاقا للأبحاث العلمية في مختلف المجالات، كما أنها ستجذب العلماء والعباقرة المسلمين من أنحاء المعمورة، بعد أن هاجروا من البلاد الإسلامية إلى البلاد الأخرى التي وفرت لهم بيئات علمية أفضل. والمملكة بإذن الله تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية من وراء مثل هذه المدن، على غرار الدول المتقدمة.

وهناك عدد من الدول النامية في ثمانينيات القرن الماضي أصبحت اليوم دول متقدمة بفضل الاستثمار في المجال المعرفي، كالهند وسنغافورة وكوريا وفنلندا وإيرلندا. وبالتالي فإن المدينة المعرفية إنما هي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح نحو الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.وكما أكدت دراسات دولية حول المناخ الاستثماري في المملكة فإن بلادنا إذا استثمرت في المجال المعرفي مستفيدة من مقوماتها النوعية ستكون رائدة في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط، وستعزز من دخلها القومي بما يصل إلى مائتي مليار دولار، وستنشئ فرصا وظيفية لا تقل عن ثمانمائة ألف وظيفة بحلول عام 2020م.

إن الاستثمار المعرفي الذي يركز على العنصر البشري وقدرته على الاختراع والابتكار أكثر من التركيز على المواد الخام، هو استثمار ناجح ولا شك، لأنه يستثمر في العقل البشري الذي لا ينضب، في حين أن المواد الخام قابلة للنضوب.










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد