حينما يرى المجتمع فتاة أو سيدة تقوم بعمل بطولي وتبدي شجاعة وقوة فإنه يتم وصفها بأنها (بنت رجال) بمعنى أن هذه الأنثى - في نظر المجتمع - لم تستمد قوتها وشجاعتها للقيام بأي عمل بطولي من كونها كائنا بشريا خلقه الله وأنعم عليه بنعمة العقل والصحة، حيث يتم الاعتقاد بأن ما قامت به هذه الأنثى من أعمال بطولية كان نتيجة لكونها تنتمي إلى بيئة رجولية استطاعت تلك الفتاة أو تلك السيدة استلهام بعض من صفاتها.
فهل شجاعة المرأة مرتبطة بشجاعة من هم حولها من الذكور؟! رغم أننا نرى ونسمع عن أحداث وقصص واقعية كثيرة لفتيات أظهرن شجاعة وقمن بأداء أعمال بطولية عجز عن القيام بها من هم حولهن من الذكور! وهنا هل يلزم أن يتم وصف هؤلاء الفتيات بأنهن (بنات رجال)؟!
ولا يخفى على الجميع قصة تلك الفتاة الشجاعة التي قامت بإنقاذ حياة طفل سقط في مسبح إحدى الاستراحات في حين أنه كان هناك مجموعة من الرجال المتواجدين بالقرب من المسبح حتى انبرت تلك الفتاة لإنقاذ ذلك الطفل حيث نزلت إلى المسبح بكل شجاعة واستطاعت إنقاذ الطفل من الغرق.
الكفاءة والقدرة التي تم تخصيص الذكور فيها دون الإناث حتى أصبحت المرأة التي تظهر شجاعة وتقدم أعمالا بطولية في عداد الذكور فيتم وصفها بأنها (بنت رجال) وليس لكونها امرأة استطاعت تحريك مكامن القوة الموجودة فيها أصلا واستغلال ما حباها الله من نعمة العقل.
مصطلح (بنت رجال) هو امتداد لذلك الفكر الضيق حول المرأة الذي يستمد استمراريته من تلك العادات السلبية البالية التي لم تجلب للمجتمع ولا للمرأة إلا الضرر والانتكاسات المتكررة التي ظهرت بوادرها وبقوة في هذا العصر الذي نعيشه والذي كشف عن عدة أمور وقضايا تتعلق بالأسرة والمجتمع حري بنا سن الأنظمة والقوانين لمعالجتها، ليس من منطلق التغيير والتأثر بالغرب ولكن من منطلق حفظ الحقوق وضرورة مسايرة الحياة التي تتغير وتتبدل دائما؛ ما يستوجب علينا مسايرتها مع المحافظة على تعاليم عقيدتنا الإسلامية السمحة.
fauz11@hotmail.com