Al Jazirah NewsPaper Saturday  10/05/2008 G Issue 13008
السبت 05 جمادى الأول 1429   العدد  13008
بائعة الورد
أفنان بنت منصور صالح اليوسف

المشاعر المرهفة والصادقة ترتقي بالنفس وتزكيها، وتسمو بها وتطهرها مما علق بها من هم أو حزن. بتلك المشاعر نعيش بحب ووئام، وتمتزج القلوب فلا قلب يجرح أو يخدع، قلوبنا كالورود إن زكيناها.

تلك الورود التي لطالما نقلت أحاسيس عميقة بأنفسنا إلى الآخر. وقد عجزت الكلمات عن البيان وتبعثرت الحروف أمامها فعجزنا عن الإفصاح، فالأحمر منها ينقل خالص المحبة والأبيض صفاءها والأصفر غيرتنا على من نحب وغير ذلك من ألوانها الزاهية التي يعبر كلٌ منها عن عواطف تمتزج في خلدنا.

بطبيعتنا الإنسانية خيرون وإن وجد الشر فيها، وتمثل الأخلاق دورًا أساسيًا في تعاملاتنا، فهي مطلب ديني قبل أن تكون مطلباً اجتماعياً ترجح بها الموازين يوم القيامة، بأخلاقنا نتعامل ونعيش ولنا بمحمد عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة، أسوة لو اقتدينا بها لعاش الناس آمنين مطمئنين، فهو أسس مجتمعًا يقوم على مكارم الأخلاق، بدأ بصغيرهم قبل كبيرهم مراعيًا ما تميل إليه نفوسهم ورغباتهم. كان مربيًا ومعلمًا بأخلاقه العالية وبتعامله الفذ. يترك الأثر الطيب على من هم حوله، فلقد كان خلقه القرآن، أوصى بحسن الخلق وبطيب التعامل لما لهما من محاسن جليلة لها كبير الأثر في تعاملاتنا على الصعيدين الإسلامي والاجتماعي.

هناك أشخاص تقابلهم ارتقوا المنابر بأخلاقهم التي لا تعرف سوءاً استطاعوا أن يملكوا أحاسيسنا وأن يأسروا قلوبنا أبد الدهر، لا بأموالهم ومناصبهم وهيئاتهم بل بقلوبهم الكبيرة. فهم كالنجوم الساطعة. من أولئك (مي السلطان) فهي نجم ساطع في أي سماء كانت، بل كبائعة الورد، فهي لا تبيع وردًا حقيقيًا، لا.. فورودها من نوع آخر.. ورودها معنوية، ورودها هي عواطفها السامية التي تعطي بلا حد وبدون انتظار المقابل، تحسن وإن قطعوا تذكر وإن نسوا.

هنيئًا لك مي وهنيئًا لكم أهلها وهنيئًا لكل من تحبين كلماتي تلك أنثرها بين سطور مقالتي وأهديها لك لشفائك من تلك الوعكة الصحية التي استنزفتك وأثارت مشاعري تجاهك.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد