Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
افتتح ندوة (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) والملتقى العلمي لأقسام الأنظمة في المملكة
وزير الداخلية وافق على إنشاء (كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية) في جامعة الإمام

الرياض - جمال الحربي

أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية أن الوحدة الوطنية هي أساس هذا الوطن, ومن خلالها أمكن ولله الحمد الحفاظ على هذه الشريعة.

وأضاف سموه في تصريح صحفي أمس عقب رعايته حفل افتتاح ندوة (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) التي تنظمها الجمعية العلمية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية أضاف سموه أن رجال الأمة يأملون ويعملون وفق شريعة واحدة وهي شرع الله وكتابه وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-, وقال سموه: (إن هذا هو أساس هذا المجتمع وأن الوحدة الوطنية مبنية على هذا الواقع).

ورأى سموه أنه في هذا العصر بالذات يجب ألا تتفرق التوجهات الفكرية لأمور قد تشد الآخرين إلى ثقافات أخرى وقال (ونحن والحمد لله أثرياء بثقافتنا الإسلامية ثم العربية، ولذلك يجب أن تصب كل هذه الجهود في وحدتنا الوطنية).

وعن مدى إسهام (كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية) في الوحدة الوطنية قال سموه (نأمل إن شاء الله بأن يسهم هذا الكرسي بما يجب أن يؤديه إن شاء الله، وأن نجد جهودا أخرى أكبر وأعظم إن شاء الله في هذا المجال). وكان سمو وزير الداخلية رعى أمس حفل افتتاح ندوة (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) التي تنظمها الجمعية العلمية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية, كما افتتح سموه أعمال الملتقى العلمي لأقسام الأنظمة في المملكة العربية السعودية الذي ينظمه المعهد العالي للقضاء وذلك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

وكان في استقبال سمو وزير الداخلية بمقر الحفل فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبد الله ابا الخيل وأعضاء مجلس الجامعة ومجلس إدارة الجمعية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية..

كلمة د. الزهراني

وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى رئيس الجمعية العلمية السعودية لعلم الاجتماع والخدمة الاجتماعية الدكتور عبد الرزاق بن حمود الزهراني كلمة أوضح فيها أن من جملة العناوين المطروحة والمحاور سوف يتطرق لها اللقاء العلمي (الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة) من خلال ندواته التي تستمر لمدة ثلاثة أيام, وهي العنف الأسري والطلاق وأسبابه والقنوات الفضائية وتأثيرها في الأسرة والإنترنت وسوء استخدامها, إضافة إلى العولمة وتأثيراتها من الناحية الإيجابية والسلبية.

واستعرض أسباب التأثيرات السلبية على الأسرة ومن ذلك العنف والطلاق والتفكك الأسري وغيرها من التأثيرات التي تواجها.

وقال: (إن العالم يعيش في ثورة المعلومات بعد ثورتي الزراعة والصناعة فأصبحت المعلومات تتضاعف كل 18 شهرا، وأصبح العالم شاشة فضية) مؤكدا في هذا الصدد أهمية التخطيط للمتغيرات المحتملة في هذا الجانب بإيجاد استراتيجية مبنية على تعاليم الإسلام ويركز فيها على دور المرأة ولا سيما الأم بوصفها أهم عضو في الأسرة.

كلمة د. السلمي

بعد ذلك ألقى عميد المعهد العالي للقضاء الدكتور عبدالله بن ناصر السلمي كلمة أوضح فيها أن الملتقى العلمي لأقسام الأنظمة في المملكة العربية السعودية الذي يستمر ثلاثة أيام يهدف إلى مد الجسور العلمية والخبرات القضائية والكفاءات الإدراية بين أقسام الأنظمة إلى جانب إيجاد حلقات وصل وتقارب معرفي وعلمي. وأبرز أهمية المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية باعتباره الوحيد من نوعه الذي يقوم بتأهيل القضاة وإعداد الكفاءات والتدريب, وتعميق الدراسات المقارنة وفقه الأسرة، وإثراء المكتبات الإسلامية بالبحوث المتخصصة في الأنظمة والقضاء الإدارية، والاهتمام بالنوازل المالية، وكل مايخدم القضاء.

وأفاد أن المعهد يقدم برامج تدريبية طويلة ومتوسطة وقصيرة لخدمة القضاء ومنسوبيه ومختلف الأجهزة الإدارية.

كلمة مدير جامعة الإمام

عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية كلمة أبان فيها أن الجامعة وانطلاقا من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة التي حثت على العناية بالأسرة المسلمة وتكوينها وبنائها دعت إلى تنظيم وإعداد واستضافة هذا اللقاء العلمي الهام المتمثل (في الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة), في زمان أمست الحياة المعاصرة مليئة بالفتن خاصة مع الثورة الاتصالية التي جعلت من العالم شارعا كل يعرض فيه بضاعته, ويتعرض فيه كيان الاسرة لمختلف المخاطر والاهتزازات التي قد تساهم فيه في ضعضعة أركانه.

وأكد أنه أصبح لزاما على المعنيين والمهتمين من العلماء والمتخصصين وأهل الحل والعقد في هذه البلاد أن يبادروا إلى دراسة ذلك وبيانه والخلوص إلى الحلول الناجعة بإذن الله والطرق السليمة الصحيحة للمحافظة على سفينة الأسرة السعودية المسلمة من الانجراف وراء التيارات أو الغرق في مساوئها ومخاطرها.

وأوضح الدكتور سليمان أبا الخيل أن الجامعة تشرف كذلك في هذه الليلة على (الملتقى العلمي لآفاق التعاون بين أقسام الأنظمة في المملكة العربية السعودية) الذي ينظمه المعهد العالي للقضاء بالجامعة ويشارك فيه عدد كبير من الباحثين من جميع أقسام الأنظمة في المملكة.

وأشار إلى أن هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه سيتيح تبادل الخبرات والتجارب فيما بين المختصين بهذا الشأن واستكشاف الخبرات وتقوية أواصر التعاون بين الأقسام القائمة على تدريس الأنظمة وثمرة لما نهجته الجامعة من حرص على تطوير المعهد العالي للقضاء (تعليميا وفنيا وإداريا) لمواكبة الأنظمة القضائية الجديدة لتلبية ماتضمنته من جوانب إيجابية وقوية تصب في مصلحة القضاء واستقلاليته وأدائه لمهامه العظيمة خاصة بعد صدور الأمر السامي الكريم بالموافقة على نظام القضاء الذي يؤكد على النظرة الثاقبة والانطلاقة الصائبة والسياسة الحكيمة الراشدة المبنية على الأصول الثابتة والقواعد الراسخة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا.

وأعلن معاليه عن موافقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على إنشاء (كرسي الأمير نايف للوحدة الوطنية) دعما من سموه للجامعة ولجهود البحث العلمي فيها بما يحقق الفائدة للمجتمع السعودي. وثمن لسمو وزير الداخلية رعايته مناسبات الجامعة والجهود العلمية التي تهتم بالسنة النبوية المطهرة ودراستها وتمحيصها والعناية بها ورعاية المناسبات والجهود العلمية التي تهتم بكل ما من شأنه العناية بالوطن والمواطنين من نواح عدة أمنيا واجتماعيا واقتصادية سائلا الله لسموه العون والتسديد في كل زمان ومكان وأن يجعل كل مايقوم به من جهود في سبيل رفعة هذا الوطن وعزه وتمكينه في موازين حسناته.

وتمنى معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لجميع المشاركين والحضور في هاتين المناسبتين العلميتين التوفيق والسداد وأن ينير الله دروبهم ويبارك في جهودهم ليصلوا إلى نتائج مثمرة بناءة تعين على النفع والصلاح لما فيه خير البلاد والعباد.

كلمة الأمير نايف

إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الكلمة التالية..

(بسم الله الرحمن الرحيم, الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أصحاب السمو, أصحاب الفضيلة والمعالي, أيها الإخوة الحضور.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إن من دواعي سروري أن يتجدد لقائي بكم في هذه الجامعة العريقة من خلال ملتقى إقامة التعاون بين أقسام الأنظمة في المملكة الذي ينظمه المعهد العالي للقضاء، كذلك لقاء الأسرة السعودية والمتغيرات المعاصرة الذي تنظمه الجمعية العلمية السعودية للاجتماع والخدمة الاجتماعية، وهما في الحقيقة لقاءان مهمان لأهمية موضوعيتهما والنظر إليهما في إطار الشريعة الإسلامية السمحة المرجع الأساسي لكل نظام وتنظيم في هذه البلاد المباركة.

أيها الإخوة..

إن الشريعة الإسلامية هي المنهج والنهج الذي قامت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله- حيث جعل منها المرجع الرئيسي لكل ما يصدر من أنظمة وتعليمات مهما تعددت الجهات وتنوعت المصالح، وبالتالي يكون بحث آفاق التعاون بين أقسام الأنظمة في المملكة مبنيا على اساس المرجعية الواحدة وهي الشريعة الإسلامية، النظام الذي به تستقيم مصالح الخلق وفق ما أراده الخالق جل جلاله، كما أن نظام الحكم الأساسي في هذه الدولة قد جعل من الأسرة نواة المجتمع السعودي، ويربي أفرادها على مبادئ العقيدة الإسلامية وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولولي الأمر واحترام النظام وحب الوطن والاعتزاز بتاريخه المجيد والحفاظ على القيم الإسلامية والعربية الأصيلة.

أيها الإخوة..

لقد تعرضت المجتمعات الإنسانية عموما والعربية والإسلامية خصوصا لتغيرات عالمية متلاحقة ازدادت مخاطرها في ظل تدفق إعلامي هائل وتراجع في أداء المؤسسات الاجتماعية والتربوية والتنظيمية أمام ثقافات وافدة بكل سلبياتها اللاأخلاقية، مما جعل الأسرة المسلمة أمام تحدي المحافظة على منابع ثقافتها وثوابتها الأصيلة، والتصدي لثقافة وافدة تدخل إلى بيوتنا دون استئذان بكل ما تملكه من تقنيات متطورة وأساليب إغواء وإغراء مختلفة.

أيها الإخوة.. إننا نعول كثيرا على مثل هذه اللقاءات في جوانبها التنظيمية وفيما يعزز قيم الأسرة وتجديد دورها، والوقوف إلى جانبها أمام ما تتعرض له من تحديات، باعتبارها أساس صناعة الإنسان الحاضر ومجتمع الغد، وأهم حلقات النظام الاجتماعي العام وأن نعمل على سد منافذ الإغراء ونقاط الضعف التي تؤدي إلى الانحراف والضياع، فالأمل يحدونا أن تقوم الأسرة بدورها في الحفاظ على هوية أبنائنا، والمحافظة على قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة، وأن تنمي فيهم قيم الانتماء والولاء لدينهم ثم لوطنهم وأن تزرع في نفوسهم الاعتزاز بهذا الدين الحنيف وتطبيق تعاليمه في مختلف شؤون الحياة.

كما نتطلع إلى أن يساند الجميع دور الأسرة في تنشئة الأجيال تنشئة اجتماعية سليمة وقوية أساسها عقيدة صحيحة وتربية صالحة وأخلاق كريمة.

وختاما.. أشكر لمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور الأخ سليمان أبا الخيل والقائمين على هذه اللقاءات والمشاركين فيها جهودهم وإخلاصهم سائلا الله العلي القدير أن يجعل اجتماعنا اجتماعا مباركا يعود بالخير والفائدة على هذا المجتمع المسلم وأبنائه، وأن يوفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا وآخرتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عقب ذلك قام سمو وزير الداخلية بتكريم رعاة الندوة والملتقى.

بعد ذلك تسلم سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز هدية تذكارية من معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

حضر الحفل أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي والفضيلة والسعادة ومنسوبو الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد