Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/05/2008 G Issue 13011
الثلاثاء 08 جمادى الأول 1429   العدد  13011
بانتظار الأمل
د. فهد بن علي العليان

شاهدت في الفترة الماضية أحد برامج التلفزيون السعودي التي تتحدث عن الأخطاء الطبية وما ينجم عنها من أضرار على المرضى من مختلف الأعمار، حيث تحدث الضيوف المشاركون عن وجود هذه الأخطاء وحدوثها بكثرة دون وجود الرقيب والرادع القوي من وزارة الصحة

لهؤلاء الأطباء بل أنصاف الأطباء الذين يعبثون بصحة الإنسان.ومن هنا، فإننا جميعاً نتساءل عن دور وزارة الصحة في اختيار الأطباء الأكفاء القادمين للعمل في المملكة أعرف أن المسؤولين في الوزارة حريصون على وضع الضوابط والشروط التي تحدد التعاون والتعاقد مع الأطباء القادمين للعمل في المملكة، ولكن الأهم -في نظري- هو تطبيق هذه الشروط، ومتابعة تقويم هؤلاء الأطباء وصلاحية استمرارهم، ومن هنا فإنه لا بد - كذلك - من وضع ضوابط وشروط لاختيار الأكفاء في وظائف مديري المستشفيات من السعوديين المؤهلين في هذا الجانب، بدلا من دخول العلاقات الشخصية وغيرها، لأن حياة وصحة الناس ليست مجالاً لتحقيق الرغبات والعلاقات الشخصية!

لقد تألمت - كما تألم غيري - لحال ذلك الشخص الذي فقد كثيراً من بصره نتيجة خطأ طبي في إحدى مستشفيات شمال المملكة إنه - بالتأكيد - ليس ذنب ذلك الشخص أو غيره أن يذهب لذلك المستشفى تحديداً أو غيره، لأن المريض كالغريق يبحث عن النجاة، ثم إن كثيراً من المرضى ليس لديهم القدرة للمراجعة والفحص في المستشفيات المليئة بالأجهزة والكفاءات الطبية المتخصصة!

وعوداً على عنوان المقال، فإني أسوق للقارئ الكريم معاناة (فاطمة) أم الطفلين اللذين ينتظرانها لتفق على قدميها بعد تعرضها لحادث أليم يوم عيد الفطر نتج عنه كسر في الحوض. لقد قرر المستشفى - الذي تعالج فيه - عدم وجود علاج لها داخل المملكة، وما تزال بانتظار قرار المستشفيات الأخرى تمهيداً لاستكمال علاجها في الخارج على حساب الدولة، ولكن المشكلة في معاملتها التي تمشي الهوينا، لتظل حبيسة السرير ورهينة الأفكار قبل أن يتكرم عليها الأطباء بإجراء فحوصاتهم ليقرروا مدى وجود علاج لها داخل المملكة!

إن (فاطمة) التي أعرف معاناتها تنتظر بفارغ الصبر وتعد الليالي لتتلقى العلاج اللازم لشفائها، ولتعود - بعون الله - إلى زوجها وأبنائها، ولكن هل هناك أذن تسمع؟ أرجو ذلك، وأدام الله عز حكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رعاه الله - اللذين يحرصان كل الحرص على توفير سبل الراحة والصحة لأفراد الشعب السعودي.

وأخيراً، فإن الصحة غالية على الجميع، وتحقيق ذلك - بإذن الله - واجب على مسؤولي الصحة.



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد