يُتَهمُ المواطنون - أحياناً - بعدم إعطاء العمال حقوقهم المادية، لذا عمدت وزارة العمل (مشكورة) لرفض منح تأشيرة الاستقدام إلا بعد أن يقدم طالب الاستقدام بياناً وكشف حساب مصدقاً براتبه أو مقدار دخله لتضمن استطاعته المادية من تسليم العمال رواتبهم الشهرية.

والحقيقة أننا مجتمع اعتاد على الفوضوية المالية، فليس لدينا ما يعرف بالتخطيط أو وضع موازنة أسرية شهرية تضمن الإنفاق من خلالها حسب الضرورة والأولويات حيث يفاجأ بعضنا بالمواسم التي تتطلب الصرف فيقع في ورطة، لاسيما حين تتزامن تلك المواسم وتحل في وقت واحد، فيلجأ إلى الاستدانة أو يجعل بنداً من المصروفات يطغي على حساب بند آخر! وغالبا يكون البند المظلوم هو راتب السائق أو العاملة المنزلية بحجة أن الكفيل يجمع الراتب للعامل القاصر الذي لا يعرف مصلحة نفسه!! والواقع غير ذلك!

ولأن بعضنا ليس لديه ثقافة في الاستهلاك ولا يود أن يتعلم تلك الثقافة الراقية، فلابد -إذاً- من اللجوء إلى اتخاذ إجراءات حازمة، ومنها إلزام الكفيل بفتح حسابات للعمال وبالأخص السائق والعاملة المنزلية بحيث يتم استقطاع رواتبهم شهرياً من الكفيل وإدخاله مباشرة في حساب العامل، ويتوقف الاستقطاع في حالة هروب العامل أو انتهاء فترة عمله، على أن يتم التحفظ على راتب شهرين للعامل في حالة رغبته في السفر على حسابه الخاص، حفظاً لحق الكفيل، ويتم التنسيق مع وزارة الداخلية بأن لا يتم استخراج الإقامة إلا بعد أن يحضر كشف حساب للعامل مصدقاً من البنك، تماماً مثل إلزامهم بالكشف الطبي، لعل ذلك يسهم في حفظ حقوق العمال الذين يشتكون أو يدعون عدم حصولهم على حقوقهم المالية في ظل الاستهتار بحقوق العمالة والفوضوية التي تحكم قبضتها علينا.

وقد سبق أن قدمت مقترحاً لحفظ حقوق المؤجر والمستأجر بأن يتم الحسم من حساب المستأجر لصالح المؤجر، حتى انتهاء العقد الذي لابد أن يتبعه مخالصة نهائية لوقف الحسم الشهري من راتب المستأجر، تماماً مثلما فعل صندوق التنمية العقارية حين ألزم المقترض بالتسديد الشهري، ولم يترك له الحرية في التسديد، تل الحرية التي ضيعت فرصاً كثيرة على باقي المواطنين الذين ينتظرون دورهم، وأجزم أن الصندوق هنا قد نجح أخيراً في استرداد القروض.

ولعلها مناسبة أن أطالب الجهات المختصة بإقرار إجراءات التحويل المباشرة من الراتب لتسديد فواتير الكهرباء والماء والهاتف والجوال، حتى لا تتعرض الخدمة للفصل بعد وضع حدود ائتمانيه لكل منها، إلى حين يتوفر لبعضنا وعي جديد وتحمّل مسؤولية جادة!!