Al Jazirah NewsPaper Tuesday  13/05/2008 G Issue 13011
الثلاثاء 08 جمادى الأول 1429   العدد  13011
السهم الملتهب.. الحكاية والرواية 2 - 9 البداية النموذجية
عيسى الحكمي

أي نجاح يصل له الشخص يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبداية الصحيحة والنموذجية المؤسسة على خطوات ثابتة، في حكاية ماجد عبدالله الجميلة تبرز البداية الأجمل.. والإثارة الأكبر.

في بدايته كان التحدي هو العنوان العريض.. الجميع نظر للنجم الصغير أنه العبقري القادم.. ولم تخطئ نظرة اليوغسلافي بروشتش في أن وراء هذا اللاعب شيء كبير ويجب متابعته، لذلك اختاره بدون مقدمات لينظم للفريق الأول بعد أسابيع من تواجده في القطاع السني.

ولأن بروشتش مدرب كبير فقد تعامل مع الوضع بطريقته الخاصة في اكتشاف الكبار، ترك ماجد يتدرب مع الفريق الأول دون أن يعره اهتماماً بضمه للتشكيلة التي تلعب في موسم 1976م، لم يكن بذلك يريد قتل طموحات ماجد لكنه أراد أن يزرع التحدي في نفس اللاعب الواعد.

بعد ذلك الموسم اختار بروشتش ماجد لمعسكر في ويلز فلعب مباراة وأصيب لكنه ترك لبدايته هدفاً من أصل أربعة أهداف فاز فيها النصر ودياً على أحد الفرق هناك، ذلك الهدف كان ذكرى جميلة لماجد حفزته للتعافي بسرعة والعودة للبحث عن مركز له في الفريق حتى يكرر قصة ذلك الهدف ثانية وثالثة...

في الأثناء التي كان بروشتش يعد فيها ماجد لقيادة هجوم النصر بعد محمد سعد العبدلي كانت عيون المنتخب ترقب النجم الذي بدأ صيته يتردد في كل أنحاء الرياض، وبعد فترة وجيزة جاء الاستدعاء ليكون ضمن المنتخب الناشئ في دورة تبريز الودية بإيران، وفي الموعد نجح ماجد فسجل 7 أهداف يجزم المتابعون أنها البداية الحقيقية لبقية الأهداف الـ533 التي سجلها في مشواره الذهبي.

من تبريز انطلق ماجد.. نعم هذه هي الحقيقية لأن الأنظار بعد تلك الدورة أحاطته، ففريقه النصر بات يعتمد عليه في الدوري لأول مرة عام 1977م فأشركه في 5 مباريات سجل خلالها هدفين كانا كافيين مع أهداف تبريز لأن يعلن المنتخب الأول ضمه في نفس العام إلى تشكيلته ومن ذلك اليوم بقي ثابتاً فيها حتى أعلن اعتزاله الدولي بنهاية مشاركة المنتخب في مونديال 1994م المونديال الذي كان فيه ماجد أول سعودي يدخل الملعب في أهم بطولة يشهدها العالم كل أربع سنوات.

من ذكريات البداية لماجد أنه سجل هدفين أحدهما (ماركة ماجدية خاصة) استقبلها مرمى بنفيكا البرتغالي في أول مباراة ودية يخوضها النجم الأسمر بقميص المنتخب الأول ليقدم شاهداً آخر على البداية الناجحة ودافعاً مهماً للنجم القادم ليستمر، ويعطي أيضاً درساً للقادمين عن البدايات الصحيحة في عالم الكرة التي لا تعترف بغير الاستمرار والاجتهاد والتفاني في سبيل تثبيت الواقع المتألق.

يتبع غداً



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد