مَن منا لا يرغب بوجه مشدود وملامح شابة تحارب الزمن وعوامله، إنها رغبة الإنسان من القدم ومنها خرجت أساطير أقنعة اللؤلؤ والذهب الذي كانت تضعه أميرات العصور الغابرة ولكن في هذا الزمن، حيث زوّدنا العلم الحديث بالوسائل الحديثة للاحتفاظ بجلد وبشرة نضرة، بل أصبح شد الوجه غير الجراحي ممكناً. وحقيقة نعايشها كل يوم وسوف نناقش في هذا المقال الأساليب العديدة لشد الوجه خارج غرفة العمليات.
وهناك العديد من الوسائل التي نستطيع من خلالها القيام بهذا الأمر، ولعل من أهمها وأحدثها الذي يعتمد على استخدام مادة البوتوكس الأمر الذي يحتاج إلى طبيب خبير ومتمرس. والمعلوم أن استخدام مادة البوتوكس ذو فعالية عالية وأمان كبير ولكن استخدام البوتوكس كأسلوب حديث لشد الوجه يحتاج إلى خبرة عالية ومهارة خاصة، حيث إنه ليس بالأسلوب التقليدي والاعتيادي وإنما هو أسلوب حديث جداً ويعتمد على معرفة تامة للعضلات بشكل دقيق الأمر الذي يسهل عملية الحقن مما يؤدي إلى إكساب الوجه مظهراً مشدوداً ورفع أجزاء مترهلة من الحاجبين والخدين وكذلك منطقة الفك وعضلات الرقبة وهذا يعود إلى إتقان الطبيب لهذا الأسلوب الحديث للحصول على النتائج المرجوة بعامل أمان عال.
وكما أوضحنا فإن أسلوب شد الوجه بالبوتكس هو أسلوب حديث جداً ويعتبر ثورة في استخدام مادة البوتكس في تطبيقات شد الوجه غير الجراحي وهو أمر يعود إلى جهود العديد من المختصين في هذا المجال والذين أثبتوا من خلال أبحاثهم أنه في حال استعمال البوتكس لبسط عضلات معينة يمكننا من خلال العضلات النشطة إحداث الشد المطلوب للوجه وهناك أكثر من طريقة تستخدم للحصول على مثل هذه النتيجة ويعتمد اختيار التكنيك المطلوب لكل مريض على حدة تبعاً لاختيارات الطبيب، حيث يقوم الطبيب باختيار الأسلوب الأنسب للمريض حسب عدة عوامل منها العمر ودرجة الترهل وشكل الوجه وذلك للحصول على نتائج أكثر اكتمالاً ووجه أكثر جمالاً ونضارة.
ويمكن إضافة حقن مواد التعبئة والتي تحقن في التجاعيد الخفيفة وتملأ الفراغ تحت العين وتحسن من منطقة الاسوداد تحت العين وكذلك تملأ الخدود وترفع تهدل منطقة الوجنتين، وأيضاً تملأ المنطقة المحيطة بالفم لإعطاء مظهر شاب لهذه المنطقة ويمكن أيضاً استخدام مواد التعبئة والتي يجب أن تُختار بدقة حتى تلائم المنطقة المحقونة لإعطاء نتائج جيدة يمكن لهذه المواد تعبئة المناطق الغائرة في الوجه بسبب التقدّم في العمر أو أحياناً بشكل خلقي ولهذه المواد القدرة على رفع المنطقة المتهدلة حول الفم والتي تعطي مظهراً حزيناً للوجه ويمكنها إضفاء مظهر أكثر امتلاءً للشفاه لإعطائها مظهراً أكثر شباباً وجمالاً.. ولعله من الجدير بالذكر في هذا الخصوص أننا نشهد ثورة هائلة في المواد التي يمكن استخدامها كمواد تعبئة ولقد ترتب على الأبحاث العديدة في إنتاج مثل هذه المواد الوصول لمواد ذات أمان عال ونتائج تدوم لفترات طويلة تصل إلى ما يزيد عن العام.. والجدير بالذكر أن الأبحاث الأخيرة أكّدت أن حقن بعض مواد التعبئة يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الكولاجين مما يعني نتائج أطول وتتجاوز النتائج الوقتية للحقن وهو أمر يعتبر ذا مردود تجميلي طويل المدى ويضاف كإحدى التقنيات المحفزة لبناء الكولاجين والتي أصبحت إحدى التقنيات الحديثة المستخدمة لتحفيز بناء مادة الكولاجين.
ومن هنا فإن الطيبب المتمرس يمكنه من خلال المزج بين تقنية حقن البوتوكس بالأسلوب الحديث لأسلوب شد الوجه وتقنية حقن الكولاجين بإمكانها أن تعطي نتائج رائعة وقد تغني عن الدخول في إجراءات جراحية معقدة والدخول في دوامة التخدير العام والمشاكل المترتبة عليه، ولكن للحصول على مثل هذه النتائج يجب توفر شروط عديدة منها دقة اختيار الشخص المناسب لهذه الإجراءات، وهناك أشخاص لا تناسبهم عملية الحقن بالبوتوكس ومواد التعبئة من نواح عديدة يحددها الطبيب وأيضاً من العوامل المهمة استخدام المواد المناسبة من المصادر المعروفة وعدم وجود تأثيرات سلبية لها، وأهم هذه العوامل هو إجراؤها بشكل صحيح على يد طبيب يملك الخبرة الكافية للقيام بمثل هذا الإجراء.
ومن المهم أيضاً أن يدرك الأطباء الإمكانيات المتاحة من التقنيات الحديثة التي تحفز الكولاجين والتي بإمكانها إضافة المزيد من النضارة والشباب للجلد كتقنية الثيرماج والفراكسل واستخدام مكملات الغذاء التي تعطي الجسم المواد اللازمة للمحافظة على الشباب، ولعل من أهمها مضادات الأكسدة والمكملات التي تحمي الخلايا من الهدم واستخدام المواد التي تحمي الجلد من التأثير الضار للأشعة فوق البنفسجية سواء واقيات الشمس الموضعية والمواد الحديثة والتي تحتوي على الكروتين والتي تؤخذ عن طريق الفم لحماية الجلد من التأثير الضار للأشعة فوق البنفسجية، ولعل من القول أن شباب الجلد هو نتاج لتقنيات عديدة ومزج لهذه التقنيات في العلاج بشكل جيد يؤدي لنتائج مضاعفة تفوق استخدام تقنية واحدة على حدة لا يكون لها هذا التأثير المضاعف الذي نتحدث عنه من خلال تقنيات عديدة، فالجمع بين هذه التقنيات يؤدي إلى الحصول على المعادلة المطلوبة دوماً في علم التجميل وهي النتائج المتميزة والأمان العالي.
