Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/05/2008 G Issue 13018
الثلاثاء 15 جمادى الأول 1429   العدد  13018
أقنعة وقناعة
علي أحمد المضواح

تتداخل المصالح في الحياة.. وتتشابك احتياجات البشر.. ويغدو لزاماً علينا ارتداء (الأقنعة).. تلك التي تلائم معطيات الموقف والاحتياج.. قد يسمي البعض هذا الأمر (تحايلاً) وقد يسميه البعض (نفاقاً) وقد يسميه الأقل وطأة منهم (مجاملة)..

ولست هنا بصدد التسميات وأيها أقرب؛ فكل يرى الأمر برؤيته ومنظوره وربما من وراء قناعه الذي يرتديه! لكن لماذا نحتاج إلى هذا الفعل؟ أو بمعنى آخر لماذا نعلق في دواخلنا الكثير من (الأقنعة) ونخلع أحدها لنرتدي الآخر في لحظات قربها من بعضها كقرب حبل الوريد منا؟ وهل ارتداؤنا المتكرر لها سيمحو (وجهنا الحقيقي) ويطمس معالم (شخصيتنا الأساسية)؟

أسئلة كثيرة يلزم أن نطرحها في عالم أضحى في مجمله (مجاملات)، وأنا هنا أقول مجاملات لأني أميل لهذا القول، وربما لأني أرتدي (قناعا) يتناسب مع ظهوري في هذا (المقال) الذي لست فيه مجيبا بقدر ما أنا متسائل..

ذلك أن ارتداء (الأقنعة) أمر لازم الحدوث لكن الحفاظ على (السمة الأصيلة) أمر أشد لزاماً منه ولو بحده الأدنى عند لحظات (الانسلاخ) التي تزورنا عند خلوتنا بأنفسنا أو مع من يشكلون (عالمنا القريب) كي نتنفس هواء نقيا ونحيا عالما سجيا بعيدا عن تلوث تلك (الأقنعة)..

ولهذا تكثر الأسئلة والتساؤلات، وتكثر بمقابلها الآراء والتكهنات، لكن السؤال ما يزال مطروحا: هل تنال النفس من (الأقنعة) (قناعة) كما نالت الكلمة من حروفها (تشكيلا)؟

ويظل (القناع) ضمن دائرة الخلاف بين الرفض والتأييد ما لم يلامس قول الشاعر:

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة

طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة

صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه

وقال: إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه.



almdwah@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد