Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/05/2008 G Issue 13018
الثلاثاء 15 جمادى الأول 1429   العدد  13018
شيء من
الإخوان المسلمون وإيران
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

يقول الإخواني اللبناني فتحي يكن في كتابه (أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي) ما نصه: (وفي التاريخ الإسلامي القريب شاهد على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران هذه التجربة التي هبت لمحاربتها وإجهاضها كل قوى الأرض الكافرة ولا تزال بسبب أنها إسلامية وأنها لا شرقية ولا غربية)..

ويقول إسماعيل الشطي الإخواني الكويتي المعروف في مقال كتبه في (مجلة المجتمع) بعنوان (الثورة الإيرانية في الميزان): (إن محاولة تأسيس مؤسسات إسلامية في إيران تجربة تستحق الرصد كما تستحق التأييد لأنها ستكون رصيداً لأي دولة إسلامية تقوم في المنطقة إن شاء الله وما ذلك على الله ببعيد)!.

هذان مثالا لاثنين من كبار أساطين الإخوان غير المصريين - ولو كان الحيّز يسمح لأتيت بالمزيد - تثبت أن الحلف الإخواني الإيراني هو أولاً ليس وقفاً على تنظيم إخواني دون الآخر، بل هو (ثابت) من ثوابتهم التي لا تتغير بتغير (الجغرافيا). وثانياً: أن هذا الحلف يستمد جذوره من تحالف بدأ أول ما بدأ منذ قيام ثورة الخميني واستمر حتى اليوم. لذلك فإن وقوف إخوان مصر وإخوان الأردن مع (حزب الله) ممثل إيران في لبنان، ودعمه وتأييده هو أحد (ثوابت) التنظيم العالمي للإخوان، وليس مجرد تكتيك سياسي تتطلبه المرحلة، أو يمليه ظرف سياسي عارض.

ونحن الآن على وشك مواجهة مع نظام الملالي في إيران الذي يسعى إلى فرض سيطرته على المنطقة. والخطورة أننا مخترقون من خلال محورين: أولهما: المسيسون من الأصوليين الشيعة في المناطق العربية. وثانيهما - وهو الأخطر - من خلال تنظيم الإخوان المسلمين الذي هو متحالف مع الثورة الإيرانية، ويعمل بكل طاقاته وكوادره لتسهيل اختراق إيران الشيعية إلى المناطق السنية في البلاد العربية، تحت دعاوى براقة في الظاهر كشعار (التقريب بين المذاهب) غير أنها في العمق تحمل من الخطورة ما يحمله (ابن العلقمي) الذي فتح أبواب بغداد على مصاريعها للتتار.

وفي تقديري أن خطورة إيران على المنطقة أشد من خطورة إسرائيل. إسرائيل عدو جميعنا نتفق عليه، وليس لديه داخل الوطن عملاء يعملون نهاراً جهاراً، وعلى رؤوس الأشهاد لدعمه والذب عنه، بينما أن العدو الفارسي لديه (طابور خامس) كامل يعيش بيننا، بل وبعضهم ينتمي إلى طائفتنا، ويجاهرون بحلفهم مع ثورة الملالي في إيران، ويعتبرون ذلك من ضرورات التقوى ونصرة دين الإسلام، كما هو شأن التنظيمات الإخوانية المتغلغلة بيننا.

المشكلة أن (المد الإخواني) منتشر في منطقتنا بشكل خطير؛ إذ يندر أن تجد مؤسسة تعنى بالشؤون الإسلامية أو الدعوة أو التعليم إلا وكان للإخوان المسلمين كوادر فاعلة وناشطة بين موظفيها. والإخوان - كما هو معروف - يقدمون ولاءهم (للتنظيم) على ولاءاتهم لأوطانهم، بل وحتى لعقائدهم، فالقضايا العقدية مسألة تأتي في المرتبة الثانية بعد مقتضيات مصلحة التنظيم السياسية.

لكل هذا فإن معركتنا مع العدو الفارسي التي بدأت تلوح مؤشراتها وتتأكد يوماً بعد يوم، هي - في تقديري - واقعة لا محالة، وستكون أصعب وبمراحل من صراعنا مع العدو الإسرائيلي.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6816 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد