Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/05/2008 G Issue 13018
الثلاثاء 15 جمادى الأول 1429   العدد  13018
الحقيقة شمس
الإيحاءات (الساخنة) في المسرح
رجاء العتيبي

يصر بعض الممثلين المسرحيين عربياً وخليجياً ومحلياً على العبارات غير الأخلاقية التي تبدأ من (السرة نزولا حتى الركبة)، ويذكرونها باستمرار طمعاً في ضحكات فارغة من الجمهور وصيحات لا معنى لها يستجدون بها مكانة هشة لا تلبث أن تتلاشى في اليوم الثاني، وهذا الإصرار الذي بات (لزمة) مسرحية لدى البعض، يحيلنا إلى ثقافة الممثل السطحية التي لا تعرف شيئا عن فنون المسرح وتكشف عدم وعيه بخطورة ما يفعل سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الفنية أو من الناحية الاجتماعية.

ويبدو أن هذا الاتجاه الذي لا يفرق بين خشبة المسرح وغرفة النوم وفد إلينا من المسرح التجاري العربي الذي وجد في العبارات (الحارة) الخفيفة والوسط والعميقة فرصة سانحة للكسب المادي السريع في الوقت الذي عجز أهله عن الوصول للقيم الفنية العالية للمسرح نتيجة لموهبتهم المتواضعة وثقافتهم الفنية الضعيفة ووعيهم المحدود.

إن الممثل بحاجة لأن يسأل: هل يمثل نفسه على الخشبة أم يمثل جهات اعتبارية لها مكانتها العالية ورسالتها السامية، فإذا كان لا يضيره أن يقدم نفسه مسرحياً بشكل غير جميل، فإن الجهات الاعتبارية الرسمية لا تريد أن تكون شريكة في هذا الخطأ الأخلاقي، فهي أكبر من ذلك، وتبحث باستمرار عمن يطرح رسالتها بذوق فني عال.

ورغم لفتنا لانتباه البعض من الممثلين حول تجنب العبارات (الساخنة) التي تؤثر على مستوى الممثل الفني، إلا أن البعض ورغم قناعته بذلك، لا يملك نفسه أمام الجمهور ويبدأ بنثر هذه العبارات هنا وهناك طمعاً في (كم ضحكة) ولكن خلف تلك الضحكات رؤى واعية متعددة ترى أن ذلك نوعاً من الإسفاف غير المقبول.



Ra99ja@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6515 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد