أحد سكان حي حطين النموذجي شمال غرب الرياض يقول إنه يسكن في ورشة عمل لن تنقضي أعمالها حسب اعتقادة قبل أقل من ثلاثين عاما، فالحي تم تطويره جزئيا حيث يحتوى على الطرق وتمديدات الكهرباء والمياه الرئيسية، وهو ما يعني أن هناك مسيرة تتجاوز ثلاثة عقود من الزمان لاستكمال البنيتين التحتية والعلوية، أما الأبنية فالمدة الزمنية لا نهاية لها كما هو حال الكثير من أحياء الرياض التي مضى عليها أكثر من 40 سنة، ولازالت تتخللها الكثير من المساحات غير المبنية.

ولقد اطلعت بنفسي على وضع هذه المساكن حيث الردميات التي تؤذي الذوق العام، والعمالة التي تتنقل لتعمل في بناء المساكن، والآليات الثقيلة التي تحفر وتدفن لبناء المساكن أو لتمرر كابلات الكهرباء وأنابيب المياه إلى المنازل المستكملة، مناظر مقززة وضجيج لا يهدأ، انعدام للخصوصية وخوف من الغريب والأجنبي، والقادم أعتى فهناك استكمال الأرصفة والتشجير وتمديد الصرف الصحي والهواتف الثابتة.. والحبل على الجرار، فهل يعقل أن يكون هذا سكناً؟!

ما الحل؟ يقترح صاحبي هذا أن تقوم أمانة مدينة الرياض بدعوة أهالي المناطق الجديدة والمطورة جزئيا سواء ملاك المنازل أو الأراضي لتقدم لهم مشروع تطوير البنيتين التحتية والعلوية دفعة واحدة مبينا في ذلك المشروع؛ تكاليفه ومدة تنفيذه، ليقوم هؤلاء بتوفير التكلفة بنسب تتناسب مع مساحة الأرض، وهو ما سيؤدي إلى تطوير المنطقة بالشكل الذي سينعكس إيجابا على سعر المتر ليعوض الملاك أكثر مما دفعوه، وبهذا يكون الكل مستفيدا، فالأمانة طورت الحي دون تكاليف على ميزانيتها، وملاك المساكن تحققت لهم الراحة وارتفعت أسعار مساكنهم، أما أصحاب الأراضي فقد ارتفعت أسعار أراضيهم بأضعاف ما دفعوه لتطوير الحي.

بالتأكيد أن الحل ليس سهلا، فالأنفس تختلف ودرجات الفهم تتفاوت، ولكن يمكن إسناد مهمة إقناع سكان الحي وملاك الأراضي للجنة يشكلها سكان الحي وكبار مالكي الأراضي فيه لتحقيق مصلحة الجميع في أقصر وقت ممكن، وبالتأكيد الحل ليس مستحيلا إذا أعملنا التفكير مع النية الخالصة لتخليص السكان من معاناة قد تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، وحل مثل هذه المشكلة يمكن أن يكون في أحد الأحياء كنموذج ليعمم على بقية الأحياء حال نجاحه، ولاشك أن التجربة ستنضج بمرور الأيام ونجاح التجارب المتكررة حتى يصبح هذا الحل حلا تقليديا لا يحتاج لجهد، فالكل سيبادر في استخدام هذا الحل حال إثبات فاعليته.