Al Jazirah NewsPaper Friday  23/05/2008 G Issue 13021
الجمعة 18 جمادى الأول 1429   العدد  13021
إلى كل من وقف معي في مصابي
يوسف بن محمد بن منصور الزامل- الرياض - وزارة المالية

(شكراً لكم فلم يكن كأي يوم فقدت فيه عائلتي إثر اختناق من جراء حادث حريق)

لم يكن كأي يوم في هذا الدهر..

يومٌ عشته بلحظاته وثوانيه.. يوم عشته بكل أحداثه وكوارثه..

تجرعت مرارته وذقت ألمه وغصته.

عشته وحيدا. متألما.. أشكو نزف قلبي.. ودمعا حرق العيون

كتبت في سطوره من دمي.. وأشبعت في طياته بكاءاً لا يسمع صداه أحد

شعور لم ولن يذقه إلا من عاشه كما عشته بكل ما فيه

20-2-1429هـ لم يكن كأي يوم

إنه يوم أذن الله فيه برحيل الأحبة وكتب لي فيه أن أستشعر ألم الفراق..

لحظات لا تنسى، ودقائق طبعت أثرها في قلبي... ثوانٍ سيخلدها التاريخ

ذكرى مؤلمة لكل من أحبهم...

قبل ذلك اليوم كنت أملك كل شيء.. وعندما أشرقت شمسه واعتلت كبد السماء

فقدت فيه كل شيء.. لم يعد معي ما كان.. ولم أعد أملك ما يستحق.

والدي والدتي.. لم أركم يوما دون راحتي تبحثون.. وكم سهرتم من أجلي

ترفعون أكفكم داعين الله لي بظهر الغيب... وها هي دعواتكم وجدتها تحفظ

لي ما بقي وتلبسني الأمل من جديد... حفظكم الله من كل مكروه

وأطال الله في أعماركم...

والد ووالدة زوجتي رحمها الله لم يثنكم فقد ابنتكم عن الوقوف بجانبي ولم

يزدكم فراقها إلا إيمانا واحتسابا فلم تنسوا من عز عليه الفراق وألمه

حر المصيبة فلن أنسى وقفاتكم معي ما حييت جزاكم الله عني خير الجزاء

ودمتم بصحة وعافية...

كلمة حق أنثر عبيرها لمن يستحق،،،

إلى كل من وقف معي وقفة صادقة..

إلى كل من قطع المسافات مسافراً ليلتقي بي..

إلى كل من مسح دمعا جاريا وخفف مصابا عظيما..

إلى كل من تعب لأرتاح وشقي لأسعد..

إلى كل من باع الغالي ليشتري فرحي..

إلى كل من ذرفت عيناه دمعا غزيرا من أجلي

إلى كل من خطت أنامله تعزية، وقفة، حب، إخاء، ترابط، تخفيف مصاب..

إلى كل من فاضت قريحته بكلمات صادقة وأبيات رائعة..

إلى كل من تكلم وهمس وأنشد وكتب..

إلى كل من خانه التعبير وسكت لسانه عن الكلام لحظة أن تكلم قلبه..

إلى كل من تصدق وتبرع وشارك واقترح بوقف خيري أو صدقة جارية لعائلتي..

إليكم جميعاً صغاراً كنتم أم كباراً رجالاً أم نساء

شكر خاص

من أعماق القلب.. ومن فيض الوجدان

فلو لم تكن وقفاتكم بعد الله عز وجل لم أكن بينكم لأشكركم

آبائي،، أمهاتي،، إخواني،، أخواتي،، أقاربي،، أحبابي،، أصدقائي،،

جيراني،، كل من أحبني في الله وخفف من مصابي.

ها هي غروس مواقفكم الجبارة بدأت بالظهور وليس بنجاح مشروع وقف بناء

المسجد وحفر البئر

في الخارج والمشاريع الصغيرة الأخرى بأقل نصيبا من الابتداء ببناء

المسجد في مدينة عنيزة وقفا

خيريا لزوجتي وابنتَي.

أسأل الله أن يتقبله خالصا لوجهه وأن يجزي القائمين على هذه الأوقاف خير الجزاء.

ويمتد الشكر والامتنان لمنتدى عائلتي الزامل بما يحويه من كواكب ودرر

إضاءة ولمدة طويلة صفحات المنتدى بكتاباتهم البراقة ومشاعرهم الفياضة

وروحهم الطيبة الطاهرة

شكرا لكم جميعا من القلب

شكرا لكم جميعا فقد أوقفتم النزف وبردتم حر المصيبة وأسعدتم قلبا

طالما نطق بحبكم أياما وأيام

فجزاكم الله جميعا كل الخير،،،

دعواتي الصادقة للجميع أن لا يريكم الله مكروها فيمن أحببتم وأن يحفظكم ويرعاكم ويلبسكم لباس الصحة والعافية.

والحمد لله على كل حال...

و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد