Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/05/2008 G Issue 13025
الثلاثاء 22 جمادى الأول 1429   العدد  13025
الرئيس اللبناني الجديد يتسلم مهامه ويبدأ نشاطه السياسي
سليمان يبدأ غداً الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء المقبل

بيروت - وكالات

يبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان غداً الأربعاء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المقبل، على ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أمس الاثنين.. وقالت الوكالة إن (الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة ستبدأ قبل ظهر الأربعاء، على أن يصدر لاحقاً جدول بالمواعيد).

وبحسب المادة 53 من الدستور اللبناني، فإن (رئيس الجمهورية يُسمي رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسمياً على نتائجها).. ونصت المادة أيضاً على أن رئيس الجمهورية (يصدر مرسوم تسمية رئيس مجلس الوزراء منفرداً).

إلى ذلك تسلم الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان مقاليد الحكم ظهر أمس الاثنين بدخوله القصر الرئاسي بعد فراغ استمر ستة أشهر، فيما أجمعت الغالبية والمعارضة على أن خطاب القسم الذي ألقاه بعيد انتخابه اتسم ب(الواقعية والتوازن).

ووصل سليمان إلى القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت) تمام الساعة الثانية عشرة (9.00 ت غ) ليتولى مهماته لولاية من ست سنوات تنتهي في 24 أيار-مايو 2014.

وسار سليمان على بساط أحمر امتد على الطريق الفرعي المؤدي إلى القصر مستعرضاً الحرس الجمهوري الذي عزف النشيد الوطني.. وأطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة إيذاناً بتسلم الرئيس مهماته، فيما كان العلم اللبناني يرتفع مجدداً على السارية بعد غياب نحو ستة أشهر.

واستقبل موظفو القصر وعدد كبير من الإعلاميين الرئيس الذي دخل الصالون وجلس على كرسي الرئاسة.

ولم يشهد القصر الجمهوري تسليماً وتسلماً بين السلف والخلف جراء شغور سدة الرئاسة الأولى منذ 24 تشرين الثاني-نوفمبر الفائت مع انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود.

وكان سليمان قام بأول نشاط رئاسي له قبل وصوله إلى بعبدا، وذلك عبر مشاركته في مراسم وداع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي حضر جلسة انتخابه وألقى كلمة فيها.

وانتخب سليمان بعد ظهر الأحد بغالبية 118 صوتاً من أصل 127 وسط حضور عربي ودولي غير مسبوق جمع ممثلين للدول التي تولت وساطات لحل الأزمة اللبنانية.

وجاء انتخابه تتويجاً لاتفاق الدوحة الذي وقعته الأسبوع الفائت الأكثرية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران برعاية الجامعة العربية والذي وضع حداً لأزمة سياسية حادة استمرت أكثر من 18 شهراً.

وركز سليمان في خطاب القسم على عناوين خلافية بين الفرقاء اللبنانيين، فشدد على تحديد إستراتيجية دفاعية للبنان مع إشادته بإنجازات حزب الله الشيعي، ودعا إلى علاقات دبلوماسية مع سوريا.. وأثار هذا الخطاب ارتياح الأكثرية والمعارضة اللتين وصفتاه بأنه (واقعي ومتوازن).

وقال النائب في الأكثرية أنطوان زهرة إن الخطاب (اتسم بالشمولية والواقعية والتوازن وهو يؤسس لبناء الدولة التي نطمح إليها جميعاً).. وأضاف زهرة الذي ينتمي إلى كتلة حزب القوات اللبنانية المسيحي أن الرئيس سليمان (تطرق في خطابه إلى موضوعات لم يتجرأ أحد على التطرق إليها، وفي طليعتها موضوع الإستراتيجية الدفاعية للدولة وعدم استخدام السلاح في الداخل وإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا).

وقال النائب المعارض سليم عون: (لفتني تطابق خطاب الرئيس سليمان في جزء كبير من نقاطه مع برنامج التيار الوطني الحر) الذي يترأسه الزعيم المسيحي ميشال عون.

ومن ضمن هذه النقاط، ركز عون على (الإستراتيجية الدفاعية والعلاقات مع سوريا وإرساء التوافق الوطني).

بدوره، اعتبر النائب المعارض حسن يعقوب أن (التوازن الذي كان بارزاً في خطاب الرئيس الجديد يعكس التوازن الذي تميز به سلوك العماد سليمان في العامين الأخيرين كقائد للجيش).. وأضاف (لقد تحدث الرئيس سليمان عن أمور أساسية (...) وهذا يؤكد أن المشكلة وتوصيفها واضحان في ذهنه، ونتمنى أن يصار إلى التعامل معه بحكمة وبأسلوب يوصل إلى أفضل ما نتمنى).

ورأى النائب في الأكثرية مصباح الأحدب في حديث متلفز أن (الخطاب مريح جداً كونه أخذ هواجس اللبنانيين في الاعتبار)، مضيفاً أنه (يبعث على التفاؤل بسبب الجرأة التي أظهرها).. وفي السياق نفسه، وصفت الصحف اللبنانية خطاب القسم بأنه (خارطة طريق) متوازنة ترضي جميع الأطراف.

وكتبت صحيفة (النهار) القريبة من الموالاة (أطل الرئيس سليمان في صورته السياسية الأولى عبر خطاب القسم ليثبت تكراراً أن التوازن هي الكلمة التي ستختصر توجهاته وعهده).

ورأت صحيفة (السفير) المعارضة أن الخطاب (تضمن كل شيء يريده كل طرف حتى كاد كل واحد يعتقد أنه هو من كتبه بخط يده).

وأوردت صحيفة (الأنوار) المستقلة أنه (خريطة طريق للمرحلة المقبلة)، مضيفة أن الرئيس طرح في خطابه (المشاكل الكبرى ودعا إلى برنامج وطني للإنقاذ).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد