Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/05/2008 G Issue 13026
الاربعاء 23 جمادى الأول 1429   العدد  13026
الخطابات الاستفزازية مرفوضة

الخطابات التصعيدية من بعض الزعامات في لبنان، واستعراض القوة، وفرض رأيها على الآخرين لن يخدمها، ولن يخدم لبنان في شيء. أولاً لأن هذه الخطابات، وهذه اللغة المتعجرفة، تعمل على شحن الصدور بالغضب، وتوتير الأجواء بالأحقاد، والدليل ما حصل من اشتباكات بين أنصار المعارضة والموالاة، ولم تمر على انتخاب الرئيس ميشال سليمان سوى يوم وبعض يوم. وهذا يعني أن الشارع اللبناني ما يزال متوتراً، وقابلاً للاستفزاز، متى ما قام زعيم سياسي مفوه بإشعال الفتيل عبر استخدام لغة التهديد وفرض الأمر الواقع على الغالبية.

ثانياً، اللبنانيون بحاجة ماسة إلى من يؤكد لهم استقلاليتهم عن الخارج، وحقهم في ممارسة العملية الديمقراطية، واتخاذ القرار بعيداً عن الوصايات الخارجية. وعندما يخطب زعيم سياسي في الآلاف ويعلن افتخاره بأنه يتلقى نهجه الايديولوجي من الخارج، فانه يعني انه يتبع الخارج، وهذا أمر يعيبه أولاً ويضع الشكوك حول وطنيته، كما إنه يضطر القوى الأخرى إلى الاستعانة بالخارج، وبالتالي يفرغ اتفاق الدوحة من مضمونه، ويعيد الأوضاع إلى سابقها، وتعود عبارات التخوين والتشكيك لتملأ الأفواه بعد أن يملأ سوء الظن القلوب. وعلى هذه القوى المستقوية بأسلحتها لتفرض رأيها وسلاحها على الآخرين أن يتعلموا من دروس التاريخ. فالتاريخ يثبت أن الطغاة لا مكان لهم، وأن الشعوب ستلفظهم مهما بلغت قوتهم، ومهما استقووا بالخارج. فالمسألة تحتاج فقط إلى مزيد قراءة لتاريخ الشعوب.

لقد سعد اللبنانيون ومعهم كل العرب باتفاق الدوحة، وازدادت سعادتهم بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً لجمهوريتهم بعد فراغ المنصب لأكثر من ستة أشهر، كما فرحوا بعودة الحياة شيئاً فشيئاً إلى لبنان، وهم في غنى عمن يعيدهم إلى الوراء بخطابات ما قبل الاتفاق الاستفزازية. واليوم يقوم الرئيس سليمان بإجراء المشاورات من أجل اختيار رئيس الحكومة الذي سيكلف بتشكيلها حسب ما جاء في اتفاق الدوحة، وهذه هي الخطوات التي تحتاج إلى دعم، لأنها ستجعل من لبنان بلداً مستقراً، أما الخطوات التي تعيد لبنان إلى الوراء عبر خطابات الاستقواء فإنها مرفوضة من كل محبي لبنان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد