Al Jazirah NewsPaper Saturday  31/05/2008 G Issue 13029
السبت 26 جمادى الأول 1429   العدد  13029
نهارات أخرى
محاربة الفقر
فاطمة العتيبي

تفاقمت مشكلة الفقر لدينا في ظل موجة التضخم العالمي، وأصبح عدد الهابطين تحت خط الفقر يمثلون معدلات كبرى ومقلقة بالنسبة للدولة..

* * صندوق الملك عبدالله لمعالجة الفقر كان يمثل مخرجاً مهماً وتنويعاً في الخروج بالفقراء من مأزق فقرهم الذي لا يبارحونه ويرتكسون فيه لأجيال متتابعة بسبب فَقْد فرص تحسين الأوضاع لا عن طريق المشاريع التجارية الصغيرة ولا عن طريق التعليم وإيجاد فرص وظيفية مناسبة ولا حتى عن طريق التدريب لإتقان مهنة بإمكانها أن توجد حلولاً ناجعة لتغيير الأوضاع.

* * تزداد حالة الفقر سوءاً مع وجود المرض والعجز، وعلى الرغم من أن الدواء والرعاية الصحية مجانية ومكفولة للمواطن من الدولة إلا أن المريض يحتاج إلى عناية منزلية وإلى تغذية صحية تعينه على مقاومة المرض، ثم إنّ الأحياء الفقيرة تفتقد السلامة البيئية، وتكثر فيها المستنقعات المائية والبعوض والحشرات والمهملات؛ ما يزيد الأمر سوءاً ويفاقم الخطورة!

* * لا تخفى جهود وزارة الشؤون الاجتماعية وسعيها الحثيث لمعالجة الفقر وإحداث نقلة تصحيحية لأوضاع كثير من المناطق الفقيرة في السعودية.. (الليث) نموذجاً.. لكن المواطن نفسه في حاجة إلى توعية بأهمية تجاوبه في تصحيح وضعه، ولا بد أن يستشعر هو بنفسه قيمة التغيير التي لا تأتي إلا بفعل جهود جماعية وحافز لدى كافة الأطراف.

* * مشروع محاربة الفقر هو مسؤولية عدة جهات، وليست وقفاً على وزارة الشؤون الاجتماعية التي نأمل أن تخطو خطوات أبعد في طريقها لمحاربة الفقر عبر رؤية وزيرها الجديد د. يوسف العثيمين، وهو الذي يمتلك خبرة في العمل الاجتماعي، وكان له دور كبير في مشاريع المساكن الخيرية التي أنشأها الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر مؤسسته ووالديه.

* * وزارة العمل، مؤسسة التعليم الفني والمهني، أمانات المدن وبلديات المحافظات، ووزارة المالية، وديوان الخدمة المدنية..

كلها مؤسسات من الممكن أن تتعاضد وتقدم خدماتها لصالح مشروع محاربة الفقر، وهو مشروع إصلاحي اجتماعي كبير سيوفر علينا كمجتمع الكثير من المشكلات، وسيختزل معاناة شريحة ليست قليلة زاد من سوء وضعها الغلاء الذي يحيق بكافة نواحي الحياة.



fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد