Al Jazirah NewsPaper Thursday  05/06/2008 G Issue 13034
الخميس 01 جمادىالآخرة 1429   العدد  13034
تفعيل المبادئ الإسلامية لإطلاق الحوار

عصرنا الحاضر هو عصر التداخل والتواصل بحكم التطور الهائل في وسائل الاتصال والمواصلات، وبالتالي من المهم فتح باب الحوار مع الآخر من أجل استقرار مجتمعنا البشري وحمايته من آفة الحروب. وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الضافية في حفل افتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار يوم أمس لتؤكد أن الحوار هو منهج إسلامي أصيل في التعامل مع الآخرين، انطلاقا من المبدأ الإسلامي الكبير الذي يقرر أن الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وأن مجادلة الآخرين تكون بالتي هي أحسن. فالإسلام حدد أسس الحوار مع الآخر ومعالم الطريق إليه، وعلى المسلمين أن يتعاملوا مع الآخرين وفقا لهذه المعالم إذا أرادوا أن يبلغوا الرسالة الإسلامية الصحيحة إلى البشرية جمعاء. إن الملك عبدالله حفظه الله دعا إلى إجراء حوار بين أتباع الديانات السماوية، كما قال في كلمته الكريمة (لمواجهة تحديات الانغلاق، والجهل، وضيق الأفق، ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء). فمن خلال الحوار يمكن تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة والتعميمات الخاطئة حول الإسلام، تلك التعميمات الظالمة التي تروج لها وسائل الإعلام العالمية المتحيزة وتقف وراءها المنظمات الدولية المتعصبة. ومع الأسف الشديد فإن تصرفات المتطرفين منا ساعدت في ترويج هذه الصور المشوهة عن الإسلام والمسلمين، إذ أصبحت الأعمال الإرهابية التي تقوم بها جماعات تتدثر بعباءة الإسلام مادة دسمة للإعلام المضلل يتم عن طريقها الربط بين الإرهاب والإسلام، وتقديم توليفة شيطانية توحي بأن الإسلام دين يدعو إلى العنف وينبذ الحوار. ومن هنا تنبع أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار للرد على تلك المغالطات، وللتأكيد على أن الإسلام دين يدعو إلى الحوار وينبذ العنف. والحوار مع الآخر جدير بالنجاح كون هناك قيم مشتركة يمكن التركيز عليها كنبذ الخيانة ومقت الجريمة، ومحاربة الإرهاب واحتقار الكذب، واحترام الصدق، وحماية الأسرة، وغيرها من قيم الخير التي تكفل إقامة جسور التواصل بين الحضارات والشعوب. أما جوانب الاختلاف فهي واردة لأن الله تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل، والناس متفاوتون في ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم وعقولهم كما أقر ذلك القرآن الكريم.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد