Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/06/2008 G Issue 13036
السبت 03 جمادىالآخرة 1429   العدد  13036
المنشود
كبار الشخصيات!!
رقية سليمان الهويريني

يشكو كثير من المرضى عدم وجود سرير شاغر في مستشفى؛ لذا يعمد المستشفى إلى تأجيل استقبالهم أو رفض دخولهم، وبالتالي بحثهم عن مستشفيات أخرى.

ويفاجأ البعض بوجود أسرَّة خاصة بل غرف متكاملة إن لم تكن أجنحة محجوزة لأشخاص، بحجة أنهم من كبار الشخصيات!!

والمثير للدهشة أن كبار الشخصيات باستطاعتهم المادية ووجاهتهم الشخصية الحصول على سرير في أرقى مستشفى خاص، وبالمقابل توجد حالات طوارئ في أمسّ الحاجة للعناية، أو إجراء عملية عاجلة والإقامة ولو ليوم واحد، ويتحامل المريض على نفسه ويغادر المستشفى. وقد يكون من ضمن الفئات مسنون في حالة من الضجر وقلة الصبر، أو معاقون لا يدركون معنى الانتظار، وعندئذ يشعر ذووهم بالعجز والضعف والهزيمة.

وإن كان المرض لا يميز بين كبار الشخصيات وبين عوام الناس فكيف يميز بينهما في العناية الصحية والعلاج، وهما بالأصل مواطنان يجمعهما وطن واحد؟! ويفرقهما وضع وظيفي أو اقتصادي، رغم أن التفرقة في معاملتهما هي ما تؤدي إلى الظلم، إن لم يكن الظلم بعينه!!

وقد أعجبني قيام أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بتوجيه المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة بإلغاء جناح التنويم المخصص لكبار الشخصيات بمستشفى عسير المركزي، وتمكين المرضى من الاستفادة من خدماته دون استثناء.

وهذا التوجيه الكريم الذي يُشكر عليه سمو الأمير يلغي التفرقة المقيتة بين المواطنين، ويدشن مرحلة جديدة من التعامل الراقي المناسب لكل الناس، ولاسيما في حالة المرض الذي لا يفرق بين المستويات الاقتصادية والاجتماعية، إن لم يكن يفتك أكثر بأصحاب المستويات المتدنية والفقيرة، ولا يرحم ضعفهم وقلة حيلتهم.

وفي حالة الازدياد المطرد في عدد السكان وبالمقابل توقف وزارة الصحة أو تقاعسها عن إنشاء المزيد من المستشفيات لسد حاجة المرضى فإن عليها واجب تنفيذ ومتابعة ما أقرته في وقت سابق من أنه في حالة عجز المستشفى الحكومي عن استقبال الحالات الطارئة والخطيرة، أو في حالة عدم وجود الإمكانيات لديه فإنه يتم تحويل المريض على حساب وزارة الصحة إلى مستشفى خاص بإمكانيات كافية، إلى أن يتم توفير البديل الحكومي.

وإن كانت خطوة الأمير فيصل إيجابية في هذا الخصوص فإننا نأمل أن تتبعها خطوات إصلاحية واسعة في مرافق حكومية أخرى بعد أن بدأ يخبو وهج الواسطات، ويخفت ضوؤها.

وأكاد أتحسس أننا في طريقنا إلى إيقاد شموع النظام، والنهج الإصلاحي، وإعطاء الحقوق لمستحقيها بدلاً من ضياعها في زحمة المحسوبية.

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342










لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد