Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/06/2008 G Issue 13036
السبت 03 جمادىالآخرة 1429   العدد  13036
مرجعية إسلامية للحوار

المخاطر والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية متعددة وتأخذ أشكالاً متنوعة، إلا أن التحدي الأكبر يظل في محاولة أعداء الإسلام محو هوية هذا الدين الفضيل وتجريده من قيمه الإنسانية التي فصلها كتاب الله القرآن الكريم وأوضحتها السيرة النبوية الشريفة، والدارس المنصف للشريعة الإسلامية يجد أن المسلمين يشتركون في المشترك الإنساني إن لم يتفوقوا على أتباع الديانات الأخرى خصوصاً في تمسكهم باحترام النفس البشرية وحقوق الإنسان، حيث فصل القرآن الكريم حق الإنسان في الحياة، موضحاً ذلك لكل مراحل الحياة بدءاً من الطفل إلى الشيخ المسن، مروراً بحقوق المرأة وتكافل المجتمع، ولهذا فإن تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وإطلاق صفات الإرهاب والتجرد من الإنسانية.

هذه الحملات المغرضة كثير منها من صنع الأعداء وباتت أهدافها مكشوفة، إلا أنها وللأسف الشديد اجتذبت قطاعات واسعة في المجتمعات غير الإسلامية، ساعدت على نموها وانتشارها أفعال وتصرفات بعض المسلمين الذين انتهجوا أساليب وأعمالاً لا يقرها الدين الإسلامي، وهو ما أدى إلى خلْق ما يسمى ب(الخوف من الإسلام) مما يستدعي وقفة صادقة ومعالجات علمية وعملية لإلغاء هذا الخوف وتقديم الإسلام كدين والمسلمين كمتبعين لهذا الدين القويم، التقديم الصحيح بلا تشنج ولا غلو ولا فرض للآراء، وهو ما يستوجب الانفتاح على الآخر، والتحاور معه وفق التوجيه الرباني {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وحوار مثل هذا لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة ما لم يؤسس على قاعدة علمية وإجماع يشارك في صنعه علماء الأمة ومفكروها.

قاعدة يسير على نهجها قادة الأمة، لما تمثله من مرجعية علمية وفكرية ترسم استراتيجية يواجه بها المحاور المسلم الطرف الآخر وفق قواسم إنسانية يشترك بها أتباع الأديان الأخرى.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد