Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/06/2008 G Issue 13036
السبت 03 جمادىالآخرة 1429   العدد  13036
جداول
أعطني عالماً باسماً ... أعطك إعلاماً باسما..!
حمد بن عبدالله القاضي

كنت ذات عام مدعواً مع عدد من الأصدقاء على شرف معالي الشيخ إبراهيم العنقري - رحمه الله-، وتطرق الحديث إلى ما تُسببه وسائل الإعلام مقروءة ومرئية ومسموعة من إزعاج بسبب ما تصمّ به أسماع وقلوب المتلقين من أخبار الحروب والدماء والجرائم مما يرد في (نشرات الأخطار) و(برامج الآلام) فتجعل من يومك الذي استقبلته كبياض الحليب إلى (غراب) بلون السواد والهموم.

وقد علق الشيخ إبراهيم على هذا الحديث وروى حكاية لطيفة وهي: أن أحد زملائه من وزراء الإعلام اقترح وهو وزير في إحدى الدول الإسلامية أن يتم تخصيص يوم الجمعة من كل أسبوع للأخبار والبرامج السارة فلا يَعرض التلفزيون ولا تقدم الإذاعة في هذا اليوم إلا الأخبار التي تسر الناس وتسعدهم.. يقول الشيخ إبراهيم وقد طبق زميله الوزير ذلك لفترة ولكن أعتقد أنه لم يستطع أن يجعل ذلك دائماً.

***

وأنا هنا أدعو وأتمنى من قلبي لو تقلص - ولا أقول لا تقدم أو لا تنشر- الإذاعات والتلفزيونات والصحف والمجلات وخلافها.. أن تقلِّص فقط من صبّ أخبار المآسي في هذا العالم في قلوبنا صباح مساء.

بل تصل أمنيتي إلى ما هو أبعد من ذلك، لذا أعرض مقترحاً (حالماً) على وزارة الثقافة والإعلام لدينا وهو: أن تُخصص فترات البث من الساعة العاشرة مساء وحتى صباح اليوم التالي لبث الأخبار السارة والمواد المريحة وتتجنب أخبار الحروب والدماء والجرائم، لكن ينهض سؤال هل تستطيع تحقيق هذا المقترح، أشك في قدرتها حتى ولو رغبت ورغبنا بالأخبار السارة في هذا العالم الهائج، فالأخبار السارة في هذا العالم الذي عوْلم الجريمة أضحت كما الشعرة البيضاء في الثور الأسود فمن أين سوف يجدون لنا الأخبار الضاحكة والأحداث الباسمة!.

أعرف أن هذه الفكرة مجهضة سلفاً لكنها أمنية (ومنى أن تكن حقاً أسعد المنى)!.

** زبدة القول:

أعطني عالماً باسماً أعطك إعلاماً باسما!.

***

أجل

هل يستطيع الحوار الوطني أن يحاور نفسه..!

** اتفق مع الكاتب الكريم عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل الشيخ حول مقترحه بأن يكون موضوع الحوار الوطني القادم: (الحوار الوطني: واقعه ماذا تحقق من أهدافه)!

لقد مضى على الحوار الوطني عدد من السنوات وتناول سبعة موضوعات تتعلق بالشأن الوطني ثقافياً وفكرياً واجتماعياً وتعليمياً، ولعل أهمّ ما حققه: جمْعُه أطياف الوطن على طاولة واحدة في مداولات وإن اختلفوا في تفاصيلها فإنهم متفقون على مفرداتها ورمزها الأغلى: الوطن عقيدته وحدته ونماؤه وأمانه.

إنني أذكر في لقاء الحوار الوطني الخامس الذي كان عنوانه: (رؤية نحو التعامل مع الثقافات العالمية).. كيف كنا نختلف على طاولة، ولكننا نخرج متماسكي الأيدي.

** وبعد:

إنه لا يقيم العمل إلا أهله.. فهل يبادر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بطرح الحوار مع نفسه عبر محاور تأمل في توصيات وخطاب الحوار، وقراءة فيما أينع من ثمار، واستشراف لما ينتظر منه في قادم الأيام.

***

الندوة العالمية

و(رضاهم جنة)!!

** مشروع جميل نظمته الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية ضمن برنامجها الجميل (كنوز لتعزيز القيم).

لقد كان أحد مفردات النشاط (رضاهم جنة)!.

وقد رافق هذا النشاط صورة أخاذة لابن يقبل أباه بحنو ومحبة!

كم نحن نظمأ إلى مثل هذه البرامج السلوكية في زمان انفلات السلوكيات وتفشي العقوق ويكفي ما نقرؤه من قصص وجرائم دامية من اعتداء على أب أو ضرب أم..!.

إنني أحيي الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية، واستشرف أن تعمم الندوة هذه البرامج المباركة في كافة مناطق المملكة.

***

أحلى من بسمة طفل

** أقسى الأشياء أن تترمّد في دواخلك أجمل الأشياء وأندى الأشواق.

أستعيد هنا كلمة كتبتها ذات مساء شاحب

(هل بقي في خوافق الناس

مكان للحب.. أو مكانة للعواطف الندية

أم أن هذا الزمان الرمادي سرق هذه العواطف الجميلة والبهية..!.

أين تلك الأيام التي كان الخافق فيها أخضر بالمحبة واللهفة والشوق..!

لقد كانت أياماً عذاباً.. وبكسر العين لا فتحها..!

كانت أحلى من بسمة طفل

وأنقى من قلب عذراء

وأعذب من لون غيمة..!)

***

آخر الجداول

** للشاعرة سعاد الصباح:-

(يا صديقي

إن عصر النفط ما لوثني

لا.. ولا زعزع بالله اقتناعي

أنت لو فتشت في أعماق روحي

لوجدت اللؤلؤ الأبيض

مزروعاً بقاعي)

فاكس: 014565576


Hamad.Alkadi@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5009 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد