Al Jazirah NewsPaper Wednesday  18/06/2008 G Issue 13047
الاربعاء 14 جمادىالآخرة 1429   العدد  13047
الأطفال... تلك العجينة اللينة

ليس هناك شك من أن التنشئة الاجتماعية تلعب دوراً مهماً تكوين الشخصية المستقبلية للافراد، وهذا ما يقودنا للحديث عن تنشئة الأطفال في مجتمعنا وما يحف بها من تلقينات وإسقاطات تتراوح بين الغث والسمين، والجانب الأهم في الأمر انتشار ثقافة الانفلات والعنف لدى النشء الجديد، والتي يتلقها إما عن طريق ممارسة العنف عليه كظاهرة العنف ضد الأطفال والتي تثار من حين لآخر في وسائل إعلامنا، أو عن طريق مكونات المحيط الذي ينشأ به الطفل ويترعرع سواء في المدرسة أو الشارع أو الأصدقاء أو حتى عن طريق ما يسمى بألعاب الفيديو والبلايستيشن وغيرها من (المسليات المدمرات) وكنا قد طالبنا من قبل من خلال هذه الافتتاحية بوضع حد لتلك الألعاب وعلى رأسها لعبة (قراند) التي تسوق لعقل الطفل الغض سرقة السيارات وضرب رجل الأمن الذي دائماً ما تنتهي المعركة معه بفوز البطل قراند وبجدارة.

الآن انتشرت في محيط أطفالنا إسقاطات جديدة من ثقافة العنف والانفلات المتنقلة سواء عن طريق البلوثوث أوعن طريق التشرب بسلوكيات المراهقين الآخرين كالمفحطين وسارقي السيارات وأبطال المشاجرات والعراك في وقت ما بعد انتهاء المدرسة (الطلعة) وهذا ما يحدو بنا إلى القول إن شخصية الطفل البدائية وهي في بداية تكوين فسيفسائها الإنسانية قد أضحت بحاجة إلى الحماية من التشبع بثقافة العنف وعدم الانضباط وهو الأمر الذي بلا شك تلعب به الأسرة أولاً دوراً مهماً من خلال تربية الأطفال على ثقافة الحوار والتفاوض بدلاً من قناعات العراك والعنف، لتأتي بعد ذلك المدرسة التي هي الداعم الثاني في تكوين شخصية الإنسان الأول وتشذيبه، فمجتمع لا يعنى ويهتم بمكونات أجياله القادمة سواء بالخطط التعليمية أو من خلال التوعية الأسرية سيواجه في مستقبله الكثير من المعضلات والمشاكل الاجتماعية، بل وقبل ذلك سوف يواجه مشكلة تعامل الفرد مع نفسه قبل محيطه.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد