Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/06/2008 G Issue 13055
الخميس 22 جمادىالآخرة 1429   العدد  13055
صدى لون
غاليري وسط الزحام!!
محمد الخربوش

كنت في تونس في مهمة تتعلق بعملي.. وكنت بطبيعة الحال وبحكم الاهتمام وبحكم الفضول ربما حريصاً جداً على كل ما له علاقة بالفن التشكيلي خصوصاً أن تونس تُعتبر من أوائل الدول العربية اهتماماً بهذا الرافد الثقافي الهام.. وذات مساء جميل وفي منطقة (سيدي بو سعيد) ووسط أزقة ضيقة مرصوفة بالحجارة ومزحومة بالبشر من المتسوقين والسياح وما أكثرهم في هذه المنطقة حيث الحوانيت الصغيرة والباعة المتجولين لفت نظري لوحة إرشادية صغيرة جداً على قارعة الرصيف المزدان بأشجار البرتقال.. هذه اللوحة الصغيرة التي تشير إلى (غاليري فن) شدت انتباهي وسط هذه الأمواج البشرية، وحينما اتجهت إلى حيث تشير هذه اللافتة إذا بي فجأة وسط (غاليري) عامرة باللوحات التشكيلية الجميلة ذات الألوان الموغلة بالدفء والحرارة بما يشعل أجواء هذا المنتجع الساحلي البارد.. ما يميز هذه القاعة حقيقة هو بساطة العرض حد الدهشة، فهي عبارة عن عدة ردهات وزوايا يتنقل فيها المشاهد من ركن عرض إلى آخر وفق مناسيب ترتفع وتنخفض في تزاوج جميل بما يضفي على العرض عنصر التشويق الذي لا تكلُّف فيه.. ثم إن القاعة بجدرانها وأرضيتها وأسقفها مطلية باللون الأبيض الناصع بما يوفر درجة ضوء هامة جداً للعرض وبما يخدم الأعمال المعروضة حيث إن تعدد ألوان الخلفيات ربما يساعد على قتل الأعمال في بعض الأحيان.

ما يميز هذه القاعة إضافة إلى ما سبق هو موقعها المناسب حيث إنها تحتضن المارة والناس وهي بذلك لا تترك الفرصة لمن لا وقت لديه كحالتي أحياناً وحالة الغالبية من ناس الحاضر الذين ربما أصبح الوقت لديهم لا يغطي مشاغلهم وارتباطاتهم اليومية إضافة إلى معطيات العصر في الآلة والتقنية التي فرضت على الإنسان متابعة الحدث أياً كان من غرفة جلوسه.. مثل هذه القاعة البسيطة في كل شيء قادرة ومن خلال موقعها الذي جاء وسط المعمعة على أن تجذب الكل للحضور لاصطياد المتعة وربما الاقتناء خصوصاً أن هذه القاعة وحسب ما علمت من القائمين عليها لا يكاد يمر يوم وهي خالية من العروض التشكيلية المتنوعة وهي مفتوحة للكل بما فيهم عمالقة التشكيل في تونس الخضراء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد