Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/06/2008 G Issue 13055
الخميس 22 جمادىالآخرة 1429   العدد  13055
تميز جديد في مواجهة الإرهاب

من المؤكد والبدهي في فكر ووجدان الأمة الإسلامية -بل البشر جميعاً- أن الإرهاب يشكل اليوم جريمة العصر بلا منازع؛ فهذه الجريمة لا تجلب سوى سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين، وإلحاق أفدح الضرر باقتصاديات الدول ومرافقها الحيوية، ولهذا لا يختلف اثنان على ضرورة مواجهة هذه الجريمة بكل حزم وبمختلف الوسائل المتاحة للقضاء عليها، وإنقاذ الشعوب والدول من ويلاتها ومآسيها، ولعل من أنجع وأفضل سبل مواجهة الإرهاب واجتثاث العناصر التي تنفذه مواجهة أصحاب الفكر الذين يروجون لهذه الجريمة ويجندون الأنصار والأعوان ليكونوا أدوات لنشر هذا الوباء وتعميمه على أكثر من بلد من خلال صنع بيئة حاضنة للإرهاب بإثارة الفتن والفوضى بإحداث التفجيرات والأعمال الإرهابية.

ومن هنا وجب التصدي لهؤلاء الأشرار أولاً بتعرية فكرهم الضال، وفضح أساطين الشر الذين يقودونهم ويجندونهم ويمدونهم بالأفكار الضالة وبالفتاوى المضللة.

وبما أن التنظيمات الإرهابية تعمل باستمرار على تطوير أساليبها الإجرامية وتنوع أدواتها من خلال ابتكار وسائل جديدة، فإنه من الأهمية والواجب الاحترافي والمهني للذين يتصدون لظاهرة الإرهاب أن يطوروا من فكرهم وأساليبهم حتى يكونوا دائماً متقدمين على هؤلاء الأشرار وبقوة تسمح لهم بإجهاض أعمالهم الإرهابية.

ولقد أثبتت الاستراتيجية التي اعتمدتها المملكة في مواجهة العناصر الضالة أنها استراتيجية سليمة استندت على مواجهة أساطين الفكر الضال، بفكر أصيل، وإيصال الفكر الإسلامي وتوضيح سماحة وإنسانية هذا الدين القويم، من خلال تصدي العلماء الأفاضل والمفكرين بتقديم وعرض الأفكار بوضوح وشفافية وتقديم الوسطية التي تحكم سلوكيات وأعمال المسلمين الذين كسبوا أفئدة الشعوب والأمم الذين دخلوا في الدين الإسلامي أفواجاً بالتسامح والمحبة واعتماد الوسطية.

وبالإضافة إلى نشر الفكر الصحيح ومقارعة الفكر الضال بالحقائق وبالبينة نجحت الأجهزة الأمنية بالتقدم على القوى الشريرة والجماعات الإرهابية والنجاح في تنفيذ العديد من العمليات الاستباقية التي أحبطت العديد من الأعمال التي كانت ستلحق أفدح الأضرار بالشعوب والدول.

وسجل الأجهزة الأمنية حافل بالإنجازات والنجاحات الكثيرة والكبيرة في القيمة والمعنى والمستوى، وأخيراً وليس آخراً الإنجاز الأمني الكبير الذي أسقط 520 إرهابياً كان هدفهم من أنشطتهم الإجرامية تدمير الوضع الأمني في المملكة إلى وضع يشابه وضع المناطق المضطربة، وذلك من خلال تجنيد الأعوان والأنصار باستغلال العاطفة الدينية لدى أبناء الوطن والتأثير على فئة منهم من خلال بث الدعايات المضللة عبر الإنترنت وغيرها من الوسائل وعبر أساليب (ميكيافيلية) تبرر لهم انتهاج أحط وأقذر الأساليب منها جمع المال سواء عن طريق السرقة أو التزييف والتزوير.

سقوط هذا العدد الكبير من معتنقي الفكر الضال وإحباط أعمالهم قبل تنفيذها في عملية استباقية يشكل إضافة أخرى لنجاحات الأجهزة المسؤولة ونجاحا آخر في التفوق على الإرهابيين في معركة طويلة هي جزء من الصراع القائم بين الخير والشر.

******

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد