Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/06/2008 G Issue 13055
الخميس 22 جمادىالآخرة 1429   العدد  13055
فيما أصبح رفاهية بالنسبة لكثير من الفقراء مثل اللحم
مزارعو الأرز يتساءلون: أين الأموال ؟

تشالوس (إيران) - رويترز - من زهرة حسينيان

من حقول الأرز الخصبة بشمال إيران إلى أسواق الحبوب المتربة في طهران يبدو الألم والمفارقات بسبب الأزمة العالمية الناجمة عن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود واضحة بشدة.فقد تجاوزت أسعار الأرز الضعف في إيران منذ مارس - آذار لكن مزارعين يعملون منذ شروق الشمس إلى غروبها في منطقة تنتشر فيها زراعة الأرز حول تشالوس وهي مدينة على بحر قزوين يقولون إن القليل من هذا المال يدخل جيوبهم.

ويقول باقر كفايتي في مزرعته الواقعة في داشت-اي نيشا (التجار اشتروا أرزنا بسعر بخس جدا. خزنوه والآن المضاربون أصحاب الثروات يبيعونه بسعر مرتفع.. لم نجن ربحا لكن التجار ربحوا).

والمضاربون أصحاب الثروات تجار أثرياء يشترون الأرز بالجملة من المزارعين. ويشتري تجار الأرز بكميات صغيرة من المستثمرين الرأسماليين ويبيعونه للمتاجر ويلعبون دور السماسرة ولا يحققون مبالغ كبيرة من المال.

وذكرت صحف إيرانية في مايو - أيار أن سعر الأرز المدخن الذي يحظى بإقبال قفز إلى 50 ألف ريال للكيلوجرام (نحو 5.40 دولار) مرتفعا من 19 ألف ريال.

وارتفع سعر نوع إيراني آخر من 18 ألفا إلى 45 ألفا. ويقول باعة إن أسعار أنواع أخرى ارتفعت إلى ثلاثة أمثالها. واستمرت الأسعار عند نفس المستويات تقريبا في يونيو.

وبلغت أسعار الأرز الأسيوي ثلاثة أمثالها تقريبا لتسجل أعلى ارتفاع لها على الإطلاق هذا العام حيث أذكت القيود التي فرضتها دول تعد المورد الرئيسي للأرز انعدام الأمن بشأن إمدادات الغذاء. ومنذ ذلك الحين انخفضت الأسعار عن مستوياتها القياسية لدى ظهور بوادر على محاصيل اكبر ورفع الحظر عن التصدير.

ومثلما أنحي باللائمة على المضاربين بالأسواق العالمية في تضخم ارتفاع أسعار النفط وزيادة تقلبها اتهم التجار الذين يعرفون باسم المضاربين أصحاب الثروات بالتلاعب بسوق التجزئة. وقال مسئولون إيرانيون إن بعض التجار يحاولون الاستفادة من الجفاف وعدم توافر الأرز المستورد لتحقيق أرباح.

وأشارت تقارير إعلامية محلية إلى أنه تم إلقاء القبض على عدة تجار في مدن مختلفة لتخزينهم الأرز. ويقول علي اصغر تيزفال (66 عاما) وهو تاجر في سوق للحبوب بجنوب إيران (التجار أخفوا أرزهم بمجرد أن سمعوا أن الأمطار ستكون أقل هذا العام وأن الأسعار العالمية في تزايد. كان هناك الكثير من الأرز في السوق لكن التجار استغلوا الفرصة).

ويشتري تيزفال الذي يعمل بالتجارة منذ أكثر من 50 عاما الأرز من المضاربين أصحاب الثروات في الشمال ويبيعه لأصحاب المحال التجارية في مدن أخرى.

ومضى يقول (بالنسبة لنا ارتفاع الأسعار لا يمثل فرقا. نشتري الأرز بأسعار أعلى من كبار التجار ونبيعه للمتاجر بسعر أعلى أيضا).. مشيرا إلى أكياس من الأرز مخزنة قرب مكتبه.

ويثير دور التجار غضب المزارعين وعمالهم في الأقاليم الشمالية الثلاثة وهي جيلان وجولستان ومازاندران حيث تجري معظم زراعة الأرز. وقالت بانافشه يوسفي التي تعمل في حقل قرب بحر قزوين (ارتفع سعر الأرز بالفعل لكن من المستفيد منه؟ بالطبع ليس نحن الذين نعمل لأكثر من 12 ساعة يوميا). وأضافت بانافشه (33 عاما): (الأمطار كانت أقل هذا العام لكن التجار هم الذين دفعوا الأسعار إلى الارتفاع).

ويقول تاجر الأرز سيافوش شيرينفاش الذي يعمل قرب رشت في الشمال إن نقص الأرز المستورد زاد من الأسعار حيث سمح للتجار باستغلال المخاوف بشأن الإمدادات. وأضاف أن (بعض المستثمرين (الرأسماليين) اشتروا الأرز منذ بضعة أشهر مضت. يخزنون الأرز وينتظرون إلى أن تتوافر ظروف مثل الظروف الحالية التي تتضمن قلة الأمطار وارتفاع الأسعار العالمية لزيادة السعر).

ويغير ارتفاع الأسعار من عادات الناس - وهو الموقف الذي يتكرر في أماكن أخرى حيث يصبح الأرز باهظ الثمن بالنسبة للأشخاص الأكثر تأثرا بهذا الارتفاع في العالم. ففي غرب إفريقيا يستبدل الناس الأرز بمعجون المنيهوت (وهو نبات يستخرج من جذوره نشاء مغذ) أو أوراق المنيهوت أو الخبز أما في بنجلادش فقد حثت الحكومة الناس على تبني البطاطس (البطاطا) لتكون غذاء أساسيا.

وقالت شريفة التي أحجمت عن الكشف عن اسمها بالكامل وكانت تعمل في حقل قرب ناماكابرود في مازانداران (أصبح الأرز رفاهية بالنسبة لكثير من الفقراء تماما مثل اللحم والدجاج).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد