Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
خطبة الجمعة!!
فهد الحوشاني

لا يمكن مقارنة خطبتي الجمعة في الحرمين بما قد نسمعه من خطب في كثير من جوامعنا.. في الحرمين يتم اختيار مواضيع تمس حياة الناس سواء في دينهم أو حياتهم الخاصة، الملاحظ أن خطب الجمعة في جوامعنا ضعيفة المستوى بسبب ضعف بعض الخطباء بالرغم من جهود الجهة المسؤولة عنهم والتي تحاول أن تختار الأفضل وتعمل على انخراطهم في دورات تدريبية! بعض الخطباء لا يهمهم مستوى الخطبة ولا موضوعها ولا بماذا سيخرج المصلون!

مجتمعنا يتعرض لاهتزازات مقلقة في القيم مما يجعلنا نقرأ عن جرائم لم يصل إليها خيال كتاب ولا مخرجو أفلام الجريمة إلا أن خطيب المسجد قد اتخذ قراراً بالانفصال عن المجتمع مسافراً إلى الماضي ليحكي حكايات الأوائل وسيرهم دون أن يتناول الحاضر بأي شكل من الأشكال! متناسيًا أن لكل زمان ظروفه وأن (الخير في أمتي إلى يوم القيامة)! يتطرق الخطباء إلى مواضيع لا نقلل من أهميتها لكن هناك قضايا مهمة ومشكلات يعاني منها المجتمع ومن واجب الخطيب أن يتناولها متتبعاً نبض الناس واهتماماتهم مبيناً رأي الدين في كل قضية جديدة تشغل الرأي العام ويتحدث عنها الناس وتنشرها صحفهم وليس دوره فقط هو تناول المسلمات التي يعرفها الجميع! دور الخطبة يتمثل في التنوير والتحصين والتوعية ومناقشة الأحداث وتعزيز الوازع الديني وتوجيه الشباب إلى ما يفيدهم في دينهم ودنياهم وحثهم على العمل والإنتاج، حضرت مؤخراً خطبة في أحد الجوامع، الخطيب اختار موضوعاً عن فضيلة حب الصحابة وكان يحاول إقناعنا أن علينا أن نحب صحابة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وكأننا لا نحبهم!! وعندما فرغ من خطبته انتظرته عند سيارته وبعد السلام قلت له: يا شيخ خطبتك جيدة لكن لا أدري كيف فات عليك بأن الجميع في هذا الحي وجميع سكان الرياض بل وجميع سكان المملكة يحبون الصحابة رضوان الله عليهم ولا أظنك سمعت أن أحداً قد انتقص من قدرهم ومن يجرؤ وقد حذر نبينا من ذلك وحثنا على حب صحابته!! لكنك بالتأكيد سمعت عن جرائم سرقة أو عنف أسري أو رشوة أو عقوق أو أفكار منحرفة يروج لها الإرهابيون! بدا لي أنه مهتم لما أقول وشكرني على ما قلت ووعدني خيراً.. وفي الخطبة التي تلتها جئت للمسجد وأنا أتساءل عن الموضوع الذي سيختاره لنا! دخل المسجد وسلم وبعد الآذان صعد المنبر وحمد الله وصلى على رسوله ثم راح يتحدث عن فضل محبة التابعين!!



alhoshanei@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد