Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
محاصرة فكر توحش الإرهاب

بتعدد الكشف عن البؤر الإرهابية في أكثر من دولة عربية وغير عربية يتضح أن الإرهاب لم ينتهِ تماماً، ولم يصل دعاته ومعتنقوه إلى مرحلة التسليم ولا حتى الاستكانة، من خلال تلك العمليات الاستباقية التي نفذتها الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والجزائر وتونس وفرنسا وبريطانيا وعشر دول أوروبية أخرى.

الكشف عن خلايا الإرهاب وبؤره ونجاح الأجهزة الأمنية بتلك الدول بعملياتها الاستباقية يظهر أن جذور الإرهاب وقواعده لا تزال موجودة في أكثر من بلد عربي وأوروبي، وأن الجهود المضنية والأعمال الكبيرة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في تلك الدول والتي حققت نجاحات كبيرة بإجهاضها لعمليات إرهابية مدمرة بتحركاتها الاستباقية والتي دفعت الشرر والغدر وأنقذت عشرات الآلاف من الأبرياء كانت أرواحهم ستزهق لولا - رحمة من الله - ثم يقظة وتحرك الأجهزة الأمنية.

نجاح الأجهزة الأمنية في العديد من الدول في إحباط مكر وشر الجماعات الإرهابية في عمليات استباقية أثار إعجاب المتابعين، خصوصاً خبراء مكافحة الإرهاب، إلا أنه وإلى جانب هذه النجاحات، يلاحظ تنامي خلايا الإرهاب في أكثر من بلد، فبالإضافة إلى العراق وأفغانستان وباكستان التي أصبحت بمثابة مصانع تنتج الإرهابيين وتصدر الدراسات ومذكرات التدريب على الأعمال الإرهابية امتدت شبكة الإرهاب إلى العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، وتزايدت خلاياها بدليل توالي اكتشاف الأجهزة الأمنية لهذه الخلايا وإجهاض أعمالها الشريرة.

تنامي الخلايا الإرهابية، رغم نجاح الأجهزة الأمنية في كشف الكثير منها، يظهر أن التعاون الدولي لمحاصرة هذه الظاهرة ليس بالمستوى المأمول، كما أن هناك أرضية اجتماعية وفكرية وسلوكية في بعض البلدان التي تكثر فيها خلايا الإرهاب تحتاج إلى معالجة علمية وفق استراتيجية مدروسة تتعدى الاجتهادات الفردية للدول.

فبالنسبة لردم ثغرة القصور في التعاون الدولي لمحاصرة ظاهرة الإرهاب، تمثل مطالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب ينشئ بنكاً للمعلومات عن الإرهابيين وخلاياهم ونشاطاتهم وقادتهم تتبادل الدول من خلاله المعلومات وتتتبع تحركات الإرهابيين، يمثل هذا المطلب حجر الزاوية إذا ما سارعت الأسرة الدولية بإنشائه بمثابة ردم لثغرة التعاون الدولي في محاصرة الإرهاب.

كما أن تفعيل الدول المتضررة - وضرر الإرهاب أصبح شاملاً - يأتي بتفعيل الجميع للخطط العلمية والعملية، ووضع استراتيجية تشمل توظيف علماء الدين والمفكرين وعلماء الاجتماع، فإن ذلك كفيل بهدم القاعدة التي يستند إليها الفكر الإرهابي الذي لا يزال مسيطراً على سوح الفكر وأدوات الاتصال، خصوصاً الأجهزة الإلكترونية والمنابر التي تستهوي الشباب بحجة مناصرة الفكر الجهادي المتخذ من قبل الإرهابيين مطية لتنفيذ مآربهم وخططهم الشريرة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد