Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
شيء من الحق
مجتمعنا و(انفصام الشخصية)
د. خالد محمد باطرفي

نام (الخواجة) في بداية الرحلة المغادرة إلى لندن من مدينة سعودية، ثم استيقظ ليصدم بأن (الناس غير الناس). فبدلاً من النساء المقنعة والمتلثمة، تحولت الطائرة إلى عرض أزياء لأحدث الفساتين على الموضة، ومن أشهر الماركات. والسيدة على المقعد المجاور التي كانت تتحاشى الحديث معه عندما كان يكلم زوجها في المطار، بادرته بالكلام وهي تعلق ضاحكة على نومته المبكرة. ولم تنته الرحلة إلا وقد اتفق معهما على التزاور في لندن والخروج معاً في رحلة إلى الجنوب البريطاني في (الويك إند).

ومرت الإجازة سريعاً، وعاد الرجل إلى عمله في المملكة، وأراد التواصل مع الأسرة السعودية فزارهم في البيت. وهناك كانت الصدمة الثانية: استضافه صديقه في صالون الرجال، ولم يتح له حتى السلام على الزوجة. والمستضيف نفسه الذي كان (غربيا) في بريطانيا، عاد إلى ثيابه ومنهجه في بلده.

يقول (الخواجة): ليست هذه حالة منفردة، ولكنها تبدو خيطاً في نسيج من الألوان المتناقضة، والأمثلة كثيرة. زميل سعودي آخر لا يفوت فرضاً ولا درساً دينياً، ويحاول كل يوم أن يقنعني بدينه. ولكنه في نفس الوقت مهمل لعمله، مقصر في أدائه. يتأخر في حضور الدوام، ويرتب مع زملائه للتغطية عليه والتوقيع عنه. ورغم أنه يترجم لي معنى (الدين المعاملة) لغة، إلا أنه لم يترجمها لي عملاً وفعلاً.

(الخواجة) لم يفهم هذا التناقض في شخصية كثير منا، وحاول جاهداً أن يفسره، مرة بتضارب بعض قيمنا مع مستجدات العصر الحديث وثقافته. ومرة بتأثير الانفتاح على العالم مع التمسك (محلياً) بالعادات والتقاليد والتعاليم الإسلامية. وأخرى بالصراع النفسي بين الاشتهاء والحرمة.

لم أستطع أن أساعده كثيراً، فأنا مثله محتار. وإذا كنت لا أستطيع أن أفسر تناقضاتي فكيف أستطيع أن أشرح تناقضات الآخرين. من لديه إجابة أكون له من الشاكرين.



kbatarfi@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد