Al Jazirah NewsPaper Tuesday  01/07/2008 G Issue 13060
الثلاثاء 27 جمادىالآخرة 1429   العدد  13060
المنشود
تمزيق الكتب المدرسية، لماذا؟!
رقية الهويريني

على استحياء وحرج تصدر وزارة التربية والتعليم كل عام تعميماً للمدارس تطلب من الطلبة والطالبات احترام الكتب المدرسية والحفاظ عليها، وتستحسن تسليمها للمدارس بدلاً من إتلافها.

إلا أن المشاهد لليوم الأخير من الاختبارات يلحظ حالة من الهستيريا الجماعية تبدأ بتمزيق الكتب بوحشية وبركلها بالأرجل وتبديدها في الهواء على مرأى من إداريي المدارس ومعلميها التربويين!! وينتهي مشهد الساحات المدرسية ببحيرة من الورق يمخر الجميع في عبابها ويخوضون بأقدامهم وتتلوث ملابسهم بحبرها، في حين كان ينبغي أن تجلل فكرهم بتاج العلم والمعرفة!

ولو ناقشت أحداً من أولئك لأجابك بأنه سوء سلوك ونقص في التربية الأسرية واللامبالاة التي يختص بها أبناؤنا دون غيرهم!

وهنا نتساءل عن مبرر هذا السلوك هل هو بسبب مجانية الكتب؟ أم نقص عنصر التشويق فيها؟ أم لأنها غير باعثة على التفكير؟ أو لا تحمل صفة المرجعية حتى يستمر ارتباط الطالب بها؟ أم أن التمزيق يحمل دلالة نفسية تمثل حالة عدم رضا الطلبة عن مدارسهم ومعلميهم أو سخطهم على كل ما يتعلق بالتربية والتعليم فيأتي التعبير بصورة تحمل طابع الاقتصاص والعنف والتخريب؟

إن ضعف ارتباط الطالب بكتابه وعمده إلى تمزيقه بهذه الصورة العنيفة ظاهرة تستحق الدراسة التربوية الجادة، ومعرفة دوافعها قبل استنكارها أو محاولة معالجة شكلها.

وإن كان البعض يفسرها كونها لا تعدو عن استهتار بها أو قلة في النظافة، فإنه ينبغي عدم إغفال هذا الجانب ولا سيما أنك ترى المخلفات والأوراق تقذف من خلال نوافذ السيارات بشكل مزرٍ ومخجل!!

وهذه الظاهرة المتكررة سنويا حيث تتوارثها الأجيال عاماً بعد عام قد تفيد معها برامج التوعية والتوجيه والإرشاد، إلا أنه لابد من الحزم في بداية الأمر. ويتمثل الحزم مع إدارات المدارس أولاً، فكما يقيم مديرو المدارس ومديراتها الدنيا ولا يقعدونها حين تنقص أعداد الكتب في بداية العام، فلابد أن تقام نفس تلك الدنيا في نهايته وذلك بإعادة استلام الكتب وبكمياتها المحددة وإرسالها لإدارات التعليم لإعادة تأهيلها أو بيعها على شركات تدوير الورق والشراء بثمنها مقاعد للطلبة أو مظلات في الساحات الخارجية التي تشوي وجوههم بشمسها المحرقة فتثير حنقهم وكرههم للمدرسة! ولو قيل للطلبة إن كتبهم القديمة يمكن أن تظللهم من حرارة الشمس مثلما أنارت عقولهم لكان حرياً بهم المحافظة عليها. وإن لم يستجيبوا فلابد حينئذ من فرض الغرامات على المخالفين منهم، أو ربطها بدرجات السلوك التي تمنح للطلبة مجانا مثل الكتب! وإني لأخشى أن يقذفوا بسلوكهم ودرجاته مثلما يرمون بكتبهم المجانية!!

rogaia143@hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض 11342


لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد